مقال

وأطيعوا الله والرسول

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن وأطيعوا الله والرسول
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، اعلموا أنه على قدر ثبات العبد على الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثباته على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذا الصراط في الدنيا يكون سيره على ذلك الصراط فمنهم من يمر مر البرق ومنهم من يمر مر كالطرف ومنهم كالريح ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبو حبوا ومنهم المخدوش ومنهم من يسقط في جهنم وهل تجزون إلا ما كنتم تعملون ولذا نحن في اليوم مرات ومرات ندعو الله أن يثبتنا على الصراط المستقيم، فيارب ثبتنا على طريق الصالحين طريق الايمان طريق التقوى طريق التوحيد.

طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولائك رفيقا، فيا عباد الله عليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات وأن تحتفوا بها علما بأن المقام جد خطير والنتائج لا تخالف مقدماتها والمسببات مربوطة بأسبابها وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، وإن طاعة الله أن تفعل ما أمرك به، وأن تترك ما نهاك عنه، كذاك طاعة رسوله أن تفعل ما أمرك به صلى الله عليه وسلم، وتترك ما نهاك عنه صلى الله عليه وسلم، عند ذلك أبشر قال الله تعالى ” وأطيعوا الله والرسول لعلكم تفلحون” وتنال رحمة الله عز وجل بتقواه كما ذكر جل في علاه فقال ” ولتتقوا والعلكم ترحمون” وتنال رحمة الله عز وجل باتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، فاتبعوا رسوله تنالوا رحمة ربكم جل في علاه.

ورحمة الله تنال بالصلاة والزكاة وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلله كم من الرحمات التي تنزل على المصلين وهم بين يدي ربهم يتلون كتابه ويركعون له، يسجدون له ويسبحونه بأقوالهم وقلوبهم وأعمالهم، فلله كم من الرحمات التي تتنزل عليهم، ويا له من حرمان يناله أولئك الذين تخلفوا عن هذا المكان العظيم الذي به تتنزل الرحمات، فاتقوا الله واجتهدوا في نيل رحمته، وإن من أعظم أسباب رحمته أن تكثروا من الاستغفار، والتوبة والرجوع إلى الله عز وجل، وابذلوا الأسباب التي تدركون بها رحمة العزيز الغفار، الرحيم الرحمن جل في علاه، فرحمته سبحانه وبحمده ما أقرب حصولها لمن صدق في طلبها، والله لا يخلف الميعاد، فإذا وعد أوفى وإذا قال صدق، ومن أصدق من الله قيلا.

فخذوا أسباب الرحمة تنالوها في أنفسكم وفي أهليكم وفي أموالكم وفي شأنكم كله في دنياكم، ثم تفوزون برحمة عظيمة في أخراكم في الجنة التي أعدها الله لعباده الصالحين، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومن أعظم أسباب الرحمة هو الإحسان، فقال تعالى ” واحسنوا إن الله يحب المحسنين” فأحسنوا بالمعنى العام الشامل لكل صور الإحسان، ليس فقط ببذل المال، أحسنوا في عبادة الله عز وجل بأن تعبدوه جل في علاه كأنكم ترونه، فإن لم ترونه فإنه يراكم، فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأحسنوا بإقامة شرعه جل وعلا في أنفسكم، بحفظ أنفسكم من كل سيئة والمبادرة إلى كل طاعة، فإن ذلك مما يعرضكم لرحمته ويفتح لكم خزائن الرحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى