مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الرسول الكريم فى ذكري مولدة، فقال صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” أي لا يكتمل ولا يصح إيمان الإنسان إلا بهذا القدر من الحب، فنجد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم “لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي” فقال صلى الله عليه وسلم “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من كل شيء حتى من نفسك” ففكر عمر بن الخطاب رضى الله عنه مليا ثم جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له “يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي” فقال له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “الآن يا عمر” أي الآن كمل إيمانك.

 

وكيف لا والله عز وجل يقول فى كتابه العزيز “النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم” أي النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالمحبة من نفسك التي بين جنبيك فالنبي صلى الله عليه وسلم، يدعوك إلى الجنة والنجاة من النار ونفسك تدعوك إلى النار، والله عز وجل يقول “إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى غفور رحيم” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم” قال “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار” ولقد تجلت لنا مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى شملت القاصي والداني، والقريب والبعيد.

 

والصديق والعدو، والبر والفاجر، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” لن تؤمنوا حتى تراحموا” قالوا، يا رسول الله، كلنا رحيم، فقال صلى الله عليه وسلم ” إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة” فيجب علينا أن الكل يرحم بعضهم بعضا، الرئيس يرحم المرؤسين، والأب يرحم الابن، والزوج يرحم الزوجة، والغني يرحم الفقير، والقوي يرحم الضعيف، والجار يرحم جاره، الكل يتراحم فيما بينهم، حتى يصدق فينا قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”

 

وقد أقر الإسلام حقوقا للضعفاء والفقراء والمساكين، وقد اهتم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالضعفاء الذين لا مال لهم ولا عشيرة، فكان يقبل من مُحسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، ويسعى في حوائجهم، ويرفع عنهم الضر والأذى ولو بكلمة تغضبهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أن المال والوجاهةَ الاجتماعية، والمناصب المرموقة، لا تضفي على الإنسان فضلا لا يستحقه، وأن الفقر وقلة المال والجاه، لا يسلب الإنسان شرفا يستحقه، وقد روى البخاري من حديث سهل بن سعد قال، مر رجل علينا ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عندنا ” ماذا تقول في هذا الرجل؟ قال، يا رسول الله، هذا من أشراف أهل المدينة.

 

هذا من أحسنهم حسبا ونسبا، هذا من أكثرهم مالا، هذا حري إن خطب يخطب، وإن تكلم يُسمع، وإن شفع يُشفع، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر، فقال للرجل نفسه ” فماذا تقول لهذا الرجل؟ قال، يا رسول الله، هذا من فقراء الأنصار، هذا لا حسب، ولا نسب، هذا حرى إن خطب ما يُخطب، وإن تكلم ما يُسمع، وإن شفع ما يُشفع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هذا ويقصد الفقير الذي لا حسب ولا نسب، خير من ملء الأرض من مثل هذا” فهذا الذي في نظرك الذي إذا تكلم ما يسمع، وإذا شفع ما يشفع، وإذا خطب ما يخطب “هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا” رواه البخاري، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبرّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتل جواظ مستكبر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى