مقال

نفحات إيمانية ومع النهج النبوى الشريف ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع النهج النبوى الشريف ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع النهج النبوى الشريف، والمراد بتقرير النبي صلى الله عليه وسلم أن يتكلم أحد الصحابة رضي الله عنهم أمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقول ما، أو أن يفعل أمرا ما، فلا ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القول أو الفعل، أو أن يكون قد وصل خبر ذلك القول أو الفعل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فسكت عنه، مما يعطي ذلك الفعل أو القول صبغة شرعية تشريعية، أما صفات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الخَلقية فهي ما يتعلق بشكل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهيئته، بينما تعني صفاته الخُلقية ما كان يتصف به المصطفى صلى الله عليه وسلم، من أخلاق، مثل الجود، والكرم، والتواضع.

 

والإحسان للفقراء واليتامى والمساكينِ، إلى غير ذلك من الأخلاقِ والشمائل التي كان يتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم وإن أهمية دراسة الحديث كأحد العلوم الشرعية حيث تظهر أهمية علم الحديث في كونه يحفظ الدين الإسلامى من التزييف، أو التحريف، أو التبديل، لذلك فقد هيأ الله سبحانه وتعالى من يعتني بنصوص الحديث، وطرق روايته، والاستدلال به، لبيان الصحيح من الحديث النبويِ، من الضعيف أو الموضوع، وحتى لا يختلط كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكلامِ غيره من الناسِ، وإن علم الحديث يوصل إلى معرفة الصحيح من العبادات، التى جاء بها نص عن النبيِ الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

وكذلك فإن علم الحديث يوصل إلى حسن الاقتداء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث لا يكون الاقتداء إلا بما صح عنه صلى الله عليه وسلم من الأفعال، والأقوال، والصفات، والأخلاق، والمعاملات، وأيضا فإن علم الحديث يوصل إلى الابتعاد عن التحدث بالكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن علم الحديث يوصل إلى حفظ العقول والكتب العلمية من الخرافات والإسرائيليات، التي تفسد العبادات والعقائد، وقد قسَّم علماء الحديث علم الحديث إلى قسمين رئيسين، هما علم الحديث من حيث الرواية، وعلم الحديث من حيث الدراية، وعلم الحديث رواية هو العلم الذي يشتمل على كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول.

 

أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلقية أو خُلقية، من ناحية ضبط الكلمات، وتحرير الألفاظ، وكيفية الرواية عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما يبحث علم رواية فيما يتعلق بسند الحديث، من حيث درجة قبوله، أو رده، ودراسة رواية الحديث، وضبطها، ودراسة سندها، ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد، ومعرفة معاني ألفاظ الحديث، وشروحه، وما يمكن أن يستنبط منه من الأحكام والفوائد، وأما عن علم الحديث دراية، فإنه يسمى بعلم مصطلح الحديث، أو علم أصول الحديث، أو علوم الحديث، ويقصد به العلم بالقواعد التي يمكن من خلالها الوصول إلى معرفة أحوال سند الحديث، ومتنه، وبه يصل العالم إلى درجة الحديث من حيث القبول أو الرد.

 

ويمكن تعريفه كذلك بأنه القواعد المُعرفة بحال الراوي والمروى، ويظهر من التعريفات السابقة أن علم الحديث هو دراية يوصل الباحث في العلم الشرعي إلى معرفة الأحاديث المقبولة من الأحاديث المردودة بشكل عام، ويكون ذلك عن طريق وضع قواعد عامة لمعرفة الحديث المقبول من الحديث المردود، أما علم الرواية فيبحث في حديث معين بتطبيقِ قواعد علم الدراية عليه، وأما عن كيفية حفظ الحديث فهو بالبدء بحفظ الأحاديث المشهورة، كالأربعين النووية، ورياض الصالحين، واللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وذلك كونها من المألوف والدارج على الأذن سماعه، وكذلك أيضا عمل ورد يومي للحفظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى