مقال

نفحات إيمانية ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الرابع مع أهمية مكارم الأخلاق، وإن الأخلاق الإسلامية هي الأخلاق والأداب التي حث عليها الإسلام وذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة اقتداء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أكمل البشر خلقا لقول الله تعالى عنه فى كتابه العزيز ” وإنك لعلى خلق عظيم ” وإن مصدر الأخلاق الإسلامية هو الوحي، ولذلك فهي قيم ثابتة ومثل عليا تصلح لكل إنسان، بصرف النظر عن جنسه وزمانه ومكانه ونوعه، أما مصدر الأخلاق النظرية فهو العقل البشري المحدود أو ما يتفق عليه الناس في المجتمع ويقال عنه العرف، ولذلك فهي متغيرة من مجتمع لآخر ومن مفكر لآخر، وإن مصدر الإلزام في الأخلاق الإسلامية.

 

هو شعور الإنسان بمراقبة الله عز وجل له، أما مصدر الإلزام في الأخلاق النظرية فهو الضمير المجرد أو الإحساس بالواجب أو القوانين الملزمة، وإن مكارم الأخلاق الأخلاق هي مجموعة من العادات والسلوكيات والتصرفات والأقوال والأفعال التي تنبع من ذات الإنسان وضميره وقناعته، فالخير والشر داخله في صراع دائم، فمتى غلب خيره شره أصبح صاحب خُلق عظيمٍ، وجزء من الأخلاق تكتسب بالتربية الصالحة والاعتياد على سلوك الأوائل من ذوي الأخلاق الحميدة، وهذا الجزء يقع على عاتق كل ولي أمر من الوالدين والمدرسة والمعلمين والمجتمع، ومكارم الأخلاق هي أفضل الدرجات في كل خُلق، فالأمانة خُلق كريم ومن اتصف بكمال الأمانة.

 

فقد وصل إلى مرحلة المكارم في هذا الخُلق، كما كان يوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمين الصادق، وقال صلى الله عليه وسلم”إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وبالأخلاق تعلو الأمم وتنهض وتزدهر وتتقدم، وهي دليل على بقاء الحضارات وتقدم شعوبها ورفعتهم، فيقل معدل الجريمة والانحطاط والاستغلال، ولا يصعد الأغنياء والأقوياء على حساب الفقراء والضعفاء، وأن هناك أمثلةٌ على مكارم الأخلاق، فإن مكارم الأخلاق جُمعت في الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فمن تحلى بخُلق الرسول الكريم فقد تحلى بمكارم الأخلاق، وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله “وإنّك لعلى خُلق عظيم” وإن من هذه المكارم هو الحياء.

 

فالحياء هو الخجل من فعل القبيح وقوله، وكذلك الحياء من الله سبحانه والابتعاد عن فعل ما يغضبه، وأيضا الحياء من الملكين اللذين يكتبان الأعمال، والحياء من فعل المعاصي والذنوب والكبائر، فالحياء هو خلق الإسلام الذي تميز به عن كل الأديان السماوية، وأيضا من مكارم الأخلاق هو العفو والصفح، فإن العفو عند المقدرة هو من أسمى الأخلاق، فلا ميزة في عفو مع عجز أو ضعف، إنما العفو هو أن تمتلك القدرة على الثأر والعقاب لكنك تؤثر العفو والسماح إرضاء لله عز وجل، والصفح الجميل هو أن تسامح وتصفح دون أن تلحق ذلك بالمن والتذكير بعفوك أمام الناس، وأشهر أمثلة العفو ما فعله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش يوم فتح مكه.

 

عندما قال لهم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” وأيضا من مكارم الأخلاق هو الرفق واللين فقد جاء في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “أن من ضمن اللذين لا يدخلون النار” فيجب على كل إنسان كان أن يكون اللين والسهولة والرفق من أخلاقه وصفاته في التعامل مع أهل بيته وزملائه وأقاربه وكل من عرف ومن لم يعرف، وقد خاطب القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه لولا اتصافك بصفة اللين لتركك أصحابك، فاللين سبب للقرب واستمرار المحبة والمودة بين الناس، فعن ابن مسعود رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى