مقال

نفحات إيمانية ومع مكارم الأخلاق فى الحياة ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع مكارم الأخلاق فى الحياة ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الخامس مع مكارم الأخلاق فى الحياة، ثم يقول الله تعالى ” غير المغضوب عليهم ولا الضالين” والمعنى أنك تسأله أن يجنبك طريق هؤلاء المغضوب عليهم والضالين، والمغضوب عليهم هم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود وأشباههم، والضالون هم الجهال الذين يتعبدون على غير علم وهم النصارى وأشباههم، وأيضا تسأل الله تعالى أن يجنبك طريق هؤلاء وهؤلاء، وأن يهديك طريق المنعم عليهم وهم الرسل وأتباعهم أهل العلم والعمل الذين عرفوا الحق وعملوا به هؤلاء هم أهل الصراط المستقيم، وتسأل الله تعالى أن يهديك طريقهم وأن يمنحك العلم النافع والعمل الصالح حتى تستقيم، وهذا كله من الأخلاق العظيمة.

 

وقال الله تعالى فى أول سورة البقرة ” ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون” وهذه من الأخلاق الفاضلة أيضا، من أخلاق المؤمنين، والإقامة للصلاة، والإيمان بالغيب، والإيمان بالله ورسوله، والإيمان بالآخرة، والإيقان بها، والإيمان بالرسل الماضين وما أنزل إليهم كل هذا من الأخلاق العظيمة، ومنها الإنفاق والجود والكرم كل هذا من الأخلاق العظيمة وهكذا يقول سبحانه في سورة البقرة.

 

” ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون” وهذه أيضا من صفات الأخيار وهذه من الأخلاق العظيمة التي مدحها الله تعالى وأخبر سبحانه وتعالى أن أهلها هم الصادقون المتقون، فعليك بهذه الأخلاق استقم عليها، وهكذا في سورة آل عمران في أثنائها يقول الله عز وجل

 

” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التى أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين” فانظر إلى ما مدحهم الله تعالى به من الأخلاق، واستقم عليها، ثم قال سبحانه في وصف المتقين ” الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” فكانت هذه من أخلاقهم العظيمة وهى من أخلاق المتقين ومنها ما ذكره الله سبحانه بقوله “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنبوبهم” والفاحشة هي المعصية، وهذه من أخلاقهم العظيمة التوبة والاستغفار من جميع المعاصي، ثم قال سبحانه وتعالى ” ومن يغفر الذنوب إلا الله ”

 

فليس هناك غافر إلا الله عز وجل فهو سبحانه وتعالى الذي يغفر الذنوب ويقبل التوبة، ثم قال عز وجل “ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” والمعنى أنهم لم يقيموا على المعاصي بل تابوا وأقلعوا منها خوفا من الله سبحانه وتعالى وتعظيما له، وهذه من أخلاقهم العظيمة أخلاق أهل الإيمان، كما قال الله تعالى ” أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين” وهذا هو جزاء التائبين الصادقين، فالمؤمنون والمؤمنات هذه أخلاقهم، التقوى لله والاستقامة على هذا الدين والإنفاق في السراء والضراء والشدة والرخاء، ولو بدرهم واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “اتقوا النار ولو بشق تمرة” وكما جاء في سورة التوبة فقد ذكر الله سبحانه وتعالى أيضا جملة من أخلاقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى