مقال

نفحات إيمانية ومع إنعدام الأخلاق ” جزء 9″

نفحات إيمانية ومع إنعدام الأخلاق ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع إنعدام الأخلاق، ومن ثم كان أصحابه يحتمون به عند النوازل والشدائد وهو ثابت شجاع، قال البراء “كنا والله إذا احمر البأس أى الحرب، نتقى به، وإن الشجاع منا للذي يحاذى به ، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ” رواه مسلم، وقال ابن كثير في تفسيره بعد سياق هذا الحديث “وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة، أنه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى، وقد انكشف عنه جيشه، وهو مع هذا على بغلة، وليست سريعة الجري، ولا تصلح لفر ولا كر ولا هرب، وهو مع هذا يركضها على وجوههم وينوه باسمه” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال “غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاه قبل نجد، فأَدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

في القائلة، أى في واد كثير العضاه أى شجر فيه شوك، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إِن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، والسيف صلتا أى مسلولا، في يده فقال من يمنعك مني؟ قلت الله، فشام السيف أى رده في غمده، فها هو ذا جالس، ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم، وقال ابن حجر في فتح الباري “وفي الحديث فرط شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة يقينه، وصبره على الأذى، وحلمه عن الجهال” ولقد كان فى قوته البدنية صلى الله عليه وسلم حكايات وأمثله.

 

ومن أمثلة قوته صلى الله عليه وسلم البدنية هو ما حدث يوم حفر الخندق في غزوة الأحزاب، ففي أثناء حفر الخندق عجز الصحابة رضوان الله عليهم عن كسر صخرة عظيمة عرضت لهم في طريق الحفر، فاستنجدوا بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأخذ المعول وضربها حتى عادت كثيبا أهيل، كالرمل الذي لا يتماسك، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق، قال وعرض لنا فيه صخرة لم تأخذ فيها المعاول، فشكوناها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فأخذ المعول ثم قال” باسم الله” فضرب ضربة، فكسر ثلث الحجر، وقال”الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام.

 

والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال باسم الله، وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال باسم الله، وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر، فقال الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا” رواه أحمد وحسنه الألباني في فقه السيرة، وفي قصة مصارعته صلى الله عليه وسلم مع ركانة وغلبته له، دلالة على مدى قوته صلى الله عليه وسلم البدنية، فقد بلغ ركانة من القوة أنه لم يستطع أحد أن يأتي بجانبه إلى الأرض، وقد روى هذه القصة أبو داود وغيره، وفي بعض روايات هذه القصة ضعف.

 

وهناك رواية حسنها الألباني وفيها ” وقد صارع النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رجلا معروفا بقوته يسمى ركانة، فصرعه أى غلبه وهزمه، فالنبى صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم صارعه وكان شديدا، فقال شاة بشاة، فصرعه النبى صلى الله عليه وسلم، فقال عاودني في أخرى، فصرعه، فقال عاودني، فصرعه النبى صلى الله عليه وسلم الثالثة، فقال الرجل ماذا أقول لأهلي؟ شاة أكلها الذئب، وشاة نشزت، فبما أقول في الثالثة؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم” ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك” وقال ابن كثير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن يزيد بن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى