مقال

الإبن العاق…

الإبن العاق…

 

بقلم عبير مدين

 

(أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن احترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن و وحدة وسلامة أراضيه).

الغرض من تشكيل الحكومات هو رعاية مصالح الشعوب

لكن كلمة مصلحة أصبحت تثير استفزاز المواطن فمع ذكر هذه الكلمة أصبح يصاحبها زيادة في أسعار السلع والخدمات

 

لا يوجد مجتمع خالي من المشاكل ونجاح هذا المجتمع بمعدل نجاحه في حل هذه المشاكل ويعد الحوار و النقد البناء من أهم أسس نجاح حل أي مشكلة لكن ما هي المشكلة ؟

انقسم مجتمعنا المصري طرفين الطرف الأول حكومة في رأي انها فقدت الاتصال ليس مع المواطنين فقط بل مع نفسها أيضا والطرف الثاني شعب وأصبح بين الطرفين فجوة وعلينا أن نحدد جوهر المشكلة و نبحث سبل الحل

كيف فقدت الحكومة الاتصال بينها وبين نفسها ؟

حين يطالعنا كل مسئول أو وزير يوميا بقرار زيادة دون الأخذ في الاعتبار أن مصدر الدفع مواطن دخله محدود أو معدوم ماذا تنتظر منه ؟! أصبحت لغة الحكومة المستخدمة ادفعوا ضرائب، ادفعوا رسوم، ادفعوا تبرعات، ادفعوا لمواجهة كوارث، ادفعوا غرامات. في أي نظام اقتصادي المواطن مصدر للدخل القومي ؟! والى متى تظل لغة التهديد تتسيد المواقف

يجب أن يتم التنسيق بين الوزارات قبل سن أي زيادة وان يكون هناك متحدث رسمي لمنع هذه العشوائية التي أثقلت كاهل المواطنين يجب قبل توقيع أي غرامة عليه بحث سبب المخالفة والعمل على حل مشاكله

عندما يخرج المسؤول يوميا بتصريحات متضاربة يجعل المواطن يفقد الثقة فيه ويعيش في قلق أو يبحث عن مصدر آخر يستقي منه معلوماته، ربما يصعد به هذا المصدر إلى الهاوية وقد يصل به الأمر إلى فقدان الإنتماء للبلد

عندما يشعر المواطن انه شريك في صنع القرار فحتى الآن لا يوجد من يتحدث بلسانه فلا مجلس النواب ينوب عنه ولا النقابات العمالية والمهنية لها بصمة في المجتمع

الحكومة أصبحت في نظر الموطن تعامله معاملة الزبون في المحل لا شيء بدون مقابل وأصبح المواطن في نظر الحكومة مثل الإبن العاق الذي يعترض على اي قرار ولا يفهم مصلحته

المنصب تكليف لا تشريف على المسؤولين أن يتفهموا احلام البسطاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى