مقال

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الأشتر النخعى مالك بن الحارث، وفي ولاية الأشتر النخعى هذا على مصر قبل محمد بن أبي بكر الصديق اختلاف كثير، فقد حكى جماعة كثيرة من المؤرخين وذكروا ما يدل على أن ولاية محمد ابن أبي بكر كانت هي السابقة بعد عزل قيس بن سعد بن عبادة وجماعة قدموا ولاية الأشتر هذا ولكل منهما استدلال قوي والذين قدموا الأشتر هم الأكثر‏، والأشتر اسمه مالك بن الحارث وقال أبو المظفر في مرآة الزمان‏، وقد‏ قال علماء السيرة،‏ لما اختل أمر مصر على محمد ابن أبي بكر الصديق وبلغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال‏‏ ما لمصر إلا أحد الرجلين صاحبنا الذي عزلناه عنها ويعني قيس بن سعد بن عبادة، أو مالك بن الحارث.

 

ويعني الأشتر، وهذا مما يدل على أن ولاية محمد بن أبي بكر الصديق كانت هي السابقة اللهم إلا إن كان لما اختل أمر مصر على محمد عزله علي رضي الله عنه بالأشتر ثم استمر محمد ثانيا بعد موت الأشتر على عمله حتى وقع من أمره وهذا هو أقرب للجمع بين الأقوال لأن الأشتر توفي قبل دخوله إلى مصر والله أعلم، وكان علي بن أبى طالب رضى اله عنه حين انصرف من صفين رد الأشتر إلى عمله على الجزيرة وكان عاملا عليها فكتب إليه وهو يومئذ بنصيبين‏ “‏سلام عليك يا مالك فإنك ممن استظهرتك على إقامة الدين أو قمع به نخوة الأثيم وأسد به الثغر المخوف وكنت قد وليت محمد بن أبي بكر مصر فخرجت عليه بها خوارج.

 

وهو غلام حدث السن غر ليس بذي تجربة للحرب ولا مجرب للأشياء‏، فاقدم علي لننظر في ذلك كما ينبغي واستخلف على عملك أهل الثقة والنصفة من أصحابك والسلام ” فأقبل الأشتر على الإمام علي رضي الله عنه فأخبره بحديث محمد بن أبى بكر، وما جرى عليه وقال‏ ليس لها غيرك فاخرج رحمك الله فإني إن لم أوصك اكتفيت برأيك فاستعن بالله على ما أهمك واخلط الشدة باللين وارفق ما كان الرفق أبلغ واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة‏،‏ فخرج الأشتر من عند الإمام علي وأتى رحله وتهيأ للخروج إلى مصر‏، وكتب عيون معاوية إليه بولاية الأشتر على مصر فشق عليه وعظم ذلك لديه وكان قد طمع في مصر وعلم أن الأشتر متى قدمها.

 

كان أشد عليه فكتب معاوية إلى الخانسيار وهو رجل من أهل الخراج وقيل كان دهقان القلزم، ويقول‏‏ إن الأشتر واصل إلى مصر قد وليها فإن أنت كفيتني إياه لم آخذ منك خراجا ما بقيت فأقبل لهلاكه بكل ما تقدر عليه فخرج الخانسيار حتى قدم القلزم فأقام به‏،‏ وخرج الأشتر من العراق يريد مصر حتى قدم إلى القلزم فاستقبله الخانسيار فقال له‏ انزل فإني رجل من أهل الخراج وقد أحضرت ما عندي‏،‏ فنزل الأشتر فأتاه بطعام وعلف وسقاه شربة من عسل جعل فيها سما فلما شربه مات وبعث الخانسيار من أخبر بموته معاوية‏، فلما بلغ معاوية وعمرو بن العاص موت الأشتر قال عمرو بن العاص‏‏ إن لله جنودا من عسل‏، وقال ابن الكلبي عن أبيه‏‏ لما سار الأشتر إلى مصر.

 

أخذ في طريق الحجاز فقدم المدينة فجاءه مولى لعثمان بن عفان يقال له نافع وأظهر له الود وقال له‏‏ أنا مولى عمر بن الخطاب فأدناه الأشتر وقربه ووثق به وولاه أمره‏، فلم يزل معه إلى عين شمس بمصر، فلما وصل إلى عين شمس تلقاه أهل مصر بالهدايا وسقاه نافع المذكور العسل فمات منه‏، وقال ابن سعد‏‏ إنه سم بالعريش وقال الصوري‏ صوابه بالقلزم وقال أبو اليقظان‏‏ كان وحكي عن عبد الله بن جعفر قال‏‏ كان الإمام علي قد غضب على الأشتر وقلاه واستثقله فكلمني أن أكلمه فيه فقلت‏‏ يا أمير المؤمنين وله مصر فإن ظفروا به استرحت منه فولاه‏،‏ وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها قد دعت عليه، فقالت‏ اللهم ارمه بسهم من سهامك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى