مقال

نفحات إيمانية ومع الهدف من تكوين الأسرة ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع الهدف من تكوين الأسرة ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الهدف من تكوين الأسرة، وإن من الوجبات على الآباء والأمهات غرس الأخلاق الفاضلة في نفوس أبنائهم، وتربية الابن على المراقبة لله تعالى وأن يربي الوالد ابنه على والخوف من الله تعالى، وقيل أن سهل بن عبدالله التستري، قال كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما ألا تذكر الله الذي خلقك، فقلت كيف أذكره؟ فقال قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك، الله معي، الله ناظري، الله شاهدي، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته، فقال قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلته، فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة.

 

قال لي خالي احفظ ما علمتك، ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوما يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده، أيعصيه؟ إياك والمعصية، فكنت أخلو بنفسي فبعثوا بي إلى الكتاب، فقلت إني لأخشى أن يتفرق علي همي، ولكن شارطوا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع، فمضيت إلى الكتاب، فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين أوسبع سنين، وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنتي عشرة سنة، وكما يجب تربية الابن على الصدق في الحديث، وإن من الأمور التي ينبغي على الآباء أن يربوا أبنائهم الصدق في الحديث فالصدق مناجاة وإن ظننت أن فيه الهلكة.

 

وعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت تعالى أعطك، فقال لها “ما أردتى أن تعطيه؟” قالت أردت أن أعطيه تمرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أما إنك لولم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة” رواه أبوداود، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من قال لصبي تعالى هاك ثم لم يعطه فهي كذبة” رواه أحمد، وقيل أن الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله قال بنيت أمري على الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتني أمي أربعين دينارا، وعاهدتني على الصدق، ولما وصلنا أرض همدان، خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة، فمر واحد منهم، وقال ما معك؟

 

قلت أربعون دينارا، فظن أني أهزأ به، فتركني، فرآني رجل آخر، فقال ما معك؟ فأخبرته، فأخذني إلى أميرهم، فسألني فأخبرته، فقال ما حملك على الصدق؟ قلت عاهدتني أمي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها، فصاح باكيا، وقال أنت تخاف أن تخون عهد أمك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله، ثم أمر بردّ ما أخذوه من القافلة، وقال أنا تائب لله على يديك، فقال مَن معه أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعا ببركة الصدق وسببه، ولقد تعددت الظواهر والعادات المعاصرة الدخيلة على بلاد المسلمين، وابتلي بها بعض أبنائنا وبناتنا، حتى صارت جزءا من حياتهم اليومية، بل صارت عند بعضهم طريقة حياة، عليها يحيون.

 

وفيها يفكرون، وبتطوراتها وتلوناتها ينشغلون، منها ظاهرة الوشم الذي اكتسح أجسادهم، وظاهرة قصات الشعر المعاصرة، التي صارت لافتة للأنظار، وظاهرة ثقب الجسد بالأقراط، وما يعنيه ذلك عندهم من تحد للجسد وإثبات الذات، وظاهرة لبس الأقمصة الممزقة، والسراويل المشققة، والمعاطف المترهلة المتدلية، وظاهرة تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، وما أفرزته من ملابس وأكسسوارات سمّوها بملابس الجنس الواحد، يتشابه في لبسها الذكور والإناث، وظاهرة لبس ما عليه علامات أو رموز أو عبارات غير شرعية، تحيل على توجه ديني معين، أو طائفي، أو فكري، وكانت لهذه الظواهر دوافع ذاتية، يمكن إجمالها في ثمانية أمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى