مقال

نفحات إيمانية ومع رفاعة بن شداد الأنماري “جزء 1”

نفحات إيمانية ومع رفاعة بن شداد الأنماري “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

رفاعة بن شداد بن عبد الله بن بشر بن بدا بن فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث البجلي الأنماري، وكان لقبه هو أبو عاصم الكوفي، وكان فقيها قارئا شاعرا، من خيار أصحاب الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضى الله عنه، ومن الشجعان المقدمين، وهو من الرهط الذين تولوا تجهيز أبي ذر الغفارى بعد وفاته بالرَّبذة وقد ذكره يزيد بن محمد بن إياس الازدي في كتاب طبقات محدثي أهل الموصل وفقهائهم، ومدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، وتشتهر بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا، ويتحدث سكان الموصل اللهجة الموصلية أو المصلاوية التي تتشابه بعض الشيء مع اللهجات السورية الشمالية.

 

ولهذه اللهجة الموصلية الدور الأكبر في الحفاظ على هوية المدينة، وأغلبية سكان الموصل عرب مسلمون من طائفة السنة وينحدرون من ست قبائل رئيسية، وهي شمر والجبور البوحمدان والدليم وطيء والسادة الحياليين، وتتواجد فيها فروع بني هلال التي جاءت من مناطق جبال ماردين وطور عابدين في الإقليم المحلمي في جنوب شرق تركيا، وفيها طوائف متعددة من المسيحيين الذين ينتمون إلى كنائس عدة، وأقلية من الأكراد والتركمان والشبك، وقد أنشئ أكبر سد في العراق في الموصل وهو سد الموصل، وقد شهد رفاعة بن شداد، مع الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه معركة صفين، وكان أميرا على بجيلة، وموقعة صفين هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب.

 

وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر فى السنة السابعة والثلاثين من الهجرة، وكان ذلك بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا، وكانت على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة سبع وثلاثين للهجرة، وكان سببها هو أنه عندما استلم الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الحكم، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، فأرسل علي بن أبي طالب، جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية بن أبي سفيان يدعوه للمبايعة، وعندما قدم جرير إلى الشام، استشار معاوية عمرو بن العاص السهمي، فأشار إليه بجمع أهل الشام والخروج نحو العراق للمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان.

 

وكان رفاعة بن شداد من رؤساء التوابين، وقد شهد معركة وقعة عين الوردة ولم يُقتل، حيث أنه لما عجز عن نصر الحسين بن علي ندم، وقاد جيش التوابين الذي التقى جيش عبيد الله بن زياد في معركة عين الوردة في ربيع الآخر فى السنة الخامسة والستين للهجرة، و هزموا هزيمة قاسية، وكان بصفوف المختار الثقفي فحارب ضد الأمويين وقتل فى عام ستة وستين من الهجرة، وقد روى عن عمرو بن الحمق الخزاعي، وهو صحابي، وروى عنه السدّى، وعبد الملك بن عُمير، وقيل أنه لما قتل سليمان بن صرد، قد أخذ الراية المسيب بن نجبة وترحم على سليمان، ثم تقدم فقاتل بها ساعة ثم رجع ثم حمل، فعل ذلك مرارا ثم قتل، بعد أن قتل رجالا، فلما قتل أخذ الراية عبد الله بن سعد بن نفيل وترحم عليهما.

 

ثم قرأ قول الحق”فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” وحف به من كان معه من الأزد، فبينما هم في القتال أتاهم فرسان ثلاثة من سعد بن حذيفة يخبرون بمسيرهم في سبعين ومائة من أهل المدائن ويخبرون أيضا بمسير أهل البصرة مع المثنى بن مخربة العبدي في ثلاثمائة، فسر الناس فقال عبد الله بن سعد ذلك لو جاءونا ونحن أحياء، فلما نظر الرسل إلى مصارع إخوانهم ساءهم ذلك واسترجعوا وقاتلوا معهم، وقتل عبد الله بن سعد بن نفيل، قتله ابن أخي ربيعة بن مخارق، وحمل خالد بن سعد بن نفيل على قاتل أخيه فطعنه بالسيف، واعتنقه الآخر فحمل أصحابه عليه فخلصوه بكثرتهم وقتلوا خالدا، وبقيت الراية ليس عندها أحد، فنادوا عبد الله بن وال فإذا هو قد اصطلى الحرب في عصابة معه، فحمل رفاعة بن شداد فكشف أهل الشام عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى