مقال

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 8″

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الإيمان وصفات المتقين، وذكر الله سبحانه وتعالى من صفات المؤمنين، هو عفتهم عن الحرام، وحفظ فروجهم عن الوقوع في جريمة الزنا، أخطر مرض اجتماعي منيت به الإنسانية، فهو إلى جانب جريمته على الأنساب، يفتك بالبشرية فتكا ذريعا حيث يفشو فيها الزهري والسيلان ومضاعفاتهما المهلكة، وكفى بالمرء زاجرا عنه قول العليم الخبير” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” وفى قوله تعالى ” فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون” أي مَن تطلع إلى غير ما أحله الله له من الزوجات والإماء من مِلك اليمين، كأن تورط في الزنا فقد اعتدى، وتجاوز الحلال إلى الحرام، وذكر سبحانه وتعالى من صفات المؤمنين.

 

هو أداءهم للأمانات إذا ائتُمنوا، ووفاءهم بالعهد إذا عاهدوا، وأعظم الأمانات، فرائض الله التي افترضها على العباد، فهي كالودائع عليهم أن يؤدوها حق الأداء، وختم سبحانه وتعالى صفات المؤمنين المفلحين بمحافظتهم على الصلاة كما بدأها بذلك، توجيها للأنظار إليها، وإلى ضرورةِ المحافظة عليها فهي أعظم وسائل الفلاح والنجاح، ثم ذكر عظيم أجرهم وحسن جزائهم فقال تعالى ” أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون” فكل هذا من صفات المؤمنين والمؤمنات، وهم عباد الرحمن على الحقيقة والكمال، وقرة العين أن ترى ولدك من ذكر وأنثى متخلقا بصالح الأعمال، والولد إذا أطلق يشمل الذكر والأنثى، والذكر يقال له ابن والأنثى يقال لها بنت.

 

وهكذا كلمة الذرية تشمل الذكر والأنثى، ومنه الحديث “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له فالولد يشمل الذكر والأنثى كما تقدم، فقوله سبحانه وتعالى ” والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين” يعني ذرية تقر بهم العين لكونهم مطيعين لله مستقيمين على شريعته، وهكذا الأزواج، الزوج إذا رأى زوجته على طاعة الله قرت بها عينه، وهكذا الزوجة إذا رأت زوجها على طاعة الله وهي مؤمنة قرت بذلك عينها، فالزوج الصالح قرة عين لزوجته والزوجة الصالحة قرة عين لزوجها المؤمن، والذرية الطيبة قرة عين لآبائهم وأمهاتهم وأقاربهم المؤمنين والمؤمنات، وقوله ” واجعلنا للمتقين إماما”

 

يعني أئمة في الخير هداة للخلق، ثم أوضح سبحانه جزاءهم فقال ” أولئك يجزون الغرفة” وهي الجنة، سميت غرفة لارتفاعها، لأنها في أعلى مكان فوق السماوات تحت العرش، فالجنة في أعلى مكان ولهذا قال تعالى ” أولئك يجزون الغرفة” يعني الجنة بما صبروا أي بسبب صبرهم على طاعة الله، وصبرهم عن محارم الله، وصبرهم على المصائب، فلما صبروا جازاهم الله بالجنة العالية العظيمة، لما صبروا على أداء حق الله وصبروا عن محارم الله وصبروا على المصائب المؤلمة من مرض وفقر وغير ذلك، جزاهم الله بأحسن الجزاء، فهذه من صفات أهل الإيمان الكامل من الذكور والإناث أهل السعادة والنجاة، وفي القرآن آيات كثيرات بين الله فيها سبحانه وتعالى.

 

صفات المؤمنين والمؤمنات وأخلاقهم، وهذه حالة الأتقياء من الذكور والإناث، وهذه صفاتهم بينها سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة من سورة البقرة بقوله ” ولكن البر من آمن بالله ” والمعنى ولكن ذا البر أي صاحب البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، آمن بالله ربا وإلها سبحانه وتعالى، وآمن بأنه معبوده الحق، وأنه خالقه ورازقه، وأنه سبحانه موصوف بالأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له ولا كفؤ له ولا ند له، بل هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه، بل له الكمال المطلق من كل الوجوه، وآمن باليوم الآخر، أي بالبعث بعد الموت، هذه الدنيا تزول ويأتي اليوم الآخر، وهو يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى