مقال

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 9″

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع الإيمان وصفات المتقين، بل له الكمال المطلق من كل الوجوه، وآمن باليوم الآخر، أي بالبعث بعد الموت، هذه الدنيا تزول ويأتي اليوم الآخر، وهو يوم القيامة، فلابد من هذا اليوم سوف يأتي، وسوف يبعث الله عباده، فاليوم الآخر هو يوم الحساب والجزاء والجنة والنار والميزان والصراط وإعطاء الصحف باليمين والشمال ونصب الميزان ووزن الأعمال، ثم بعد ذلك كله ينتهي الناس إلى الجنة أو النار، فالمؤمنون إلى الجنة والسعادة والكرامة، والكافرون إلى النار والعذاب المهين، وهكذا الإيمان بالملائكة الذين هم في طاعة ربهم، وجند من جنوده، وسفراء بينه وبين عبادة في تبليغ أوامره ونواهيه سبحانه وتعالى، وهكذا الإيمان بالكتاب.

 

والمراد به الكتب المنزلة من السماء، وأعظمها القرآن الكريم، فأهل الإيمان يؤمنون بجميع الكتب المنزلة على الأنبياء الماضين، وآخرها وأعظمها وأشرفها القرآن العظيم المنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا المؤمنون يؤمنون بالنبيين والمرسلين جميعا، ويصدقونهم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتمهم وأفضلهم، وهكذا المؤمنون يتصدقون بالمال على حبه، وهو معنى قوله سبحانه وتعالى ” وآتى المال على حبه ذوى القربى” فهم ينفقون المال على حبه، في الفقراء والمساكين من الأقارب وغيرهم، وفي المشاريع الخيرية، وفي جهاد أعداء الله، هكذا أهل الإيمان والبر، ينفقون أموالهم في سبيل الخيرات، فالمعنى أنهم ينفقون في هذه الجهات.

 

في القرابات، وفي الأيتام الفقراء، وفي المساكين غير الأقارب من الضعفاء، وفي أبناء السبيل، وهم الذين يمرون بالبلد وليسوا من أهلها وتنقطع بهم النفقة، وهكذا السائلون وهم الذين يسألون الناس لحاجتهم ومسكنتهم، أو سائلون مجهولون لا تعرف حالهم، فيعطون ما يسد حالهم، وقوله ” وفى الرقاب” فالمعنى هو ينفقون في عتق الرقاب، أي في عتق العبيد والإماء وفي عتق الأسارى وفك أسرهم، ثم قال سبحانه وتعالى ” وأقام الصلاة وآتى الزكاة” والمعنى هو أن المؤمنين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة يحافظون على الصلوات، ويقيمونها في أوقاتها، كما شرعها الله، ويؤدون الزكاة كما شرعها الله، ثم قال سبحانه “والموفون بعهدهم إذا عاهدوا” أي إذا أعطوا عهدا وفوا ولم يغدروا.

 

ثم قال سبحانه “والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس ” أي في حالة البأساء، وهي حالة الفقر، والضراء وهي الأمراض والأوجاع والجراحات ونحو ذلك، وحين البأس هو حين القتال والحرب، ثم قال سبحانه ” أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون” فهؤلاء هم أهل الصدق، لكونهم حققوا إيمانهم بأعمالهم الطيبة، وتقواهم لله عز وجل، فإن الإيمان بالله ورسوله والتقوى لله والبر والهدى، كل ذلك يمنع صاحبه عن التعدي على أخيه في الله وأخته في الله، لا بالغيبة ولا بالشتم ولا بالكذب ولا بالدعوى الباطلة ولا بشهادة الزور ولا غير ذلك من أنواع الظلم، فإيمانه يحجزه عن ذلك ويمنعه من كل أذى، فقد قال سبحانه ” يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”

 

وهذا واجب عظيم فيه صلاح الأمة، وبه نصر الدين، وبه القضاء على أسباب الهلاك والمعاصي والشرور، فالمؤمنون والمؤمنات يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فالمؤمن لا يسكت إذا رأى من أخيه منكرا، ينهاه عنه، وهكذا إن رأى من أخته أو عمته أو خالته أو غيرهن، إذا رأى منهن منكرا نهاهن عن ذلك، وإذا رأى من أخيه في الله أو أخته في الله تقصيرا في الواجب أنكر عليه ذلك، وأمره بالمعروف، كل ذلك بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، فالمؤمن إذا رأى أخا له في الله يتكاسل عن الصلوات أو يتعاطى الغيبة أو النميمة أو شرب الدخان أو المسكر أو يعصي والديه أو أحدهما أو يقطع أرحامه أنكر عليه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، لا بالألقاب المكروهة والأسلوب الشديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى