مقال

مفهوم ماركس للإنسان…..

مفهوم ماركس للإنسان

كتبت/ زينب محمود حوسو

 

إن مفهوم ماركس للإنسان يعتمد على هيغل الذي يميز بين الظاهر والباطن، أو بين التقدم الجوهري والتقدم الظاهري، حيث يؤدي التطور إلى تحقيق الجوهر أو بمعنى إلغاء مفهوم الجوهر والظاهر لصالح الإنسان الطبيعي ..

فالجوهر الإنساني ذو طابع تاريخي بقدر ما هو انطولوجي وذو طبيعة حسية بقدر ما هو كائن عاقل اجتماعي ،فالإنسان لا يؤكد ذاته في وجوده في العالم الموضوعي بواسطة الفكر بل عبر كل أحاسيسه، فالذات والموضوع لا يمكن أن تنفصلا ..

وإن ارتباطهما الطبيعي والبعيد عن الاغتراب بكل أشكاله يتحقق في الشيوعية فهي الإلغاء الايجابي للملكية الخاصة، وهي الامتلاك الواقعي للطبيعة الإنسانية، بواسطة الإنسان ومن أجله، إنها عودة الإنسان بذاته ككائن اجتماعي أي ككائن إنساني واقعي، ولكنها عودة واعية وكاملة تستوعب كل ثروة التطور السابقة وعندها كما تلتغي إشكالية الظاهر والباطن ليعيش الإنسان وفق طبيعته الحقيقية في التغيير الحر للأشياء ولذاته وذلك عبر تملكه الأشياء التي تحتوي على تغيير ذاته وانطلاقاً من الفعالية التي تميز الإنسان ككائن مميز ..

فالشيوعية هي الحل الحاسم للتناقضات بين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان والإنسان و هي الحل للصراع بين الوجود والجوهر وبين الحرية والضرورة ..

وإن حل التناقضات النظرية ممكن فقط من خلال الوسائل العملية ومن خلال الطاقة العملية للإنسان ،وهي ليست أبداً مشكلة المعرفة بل هي مشكلة الواقع والتي لا تستطيع الفلسفة حلها ولكن أيضاً لا يمكن أبداً وعيها إلا عبر الفلسفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى