مقال

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 6″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، فقالت السيدة عمرة لزوجها بشير، يا بشير لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لإبنى، فإن رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فأنا راضية، وإن لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فمعاذ الله ان أرضى به، فعندما رأى من العزم والإصرار على موقفها، فقد ذهب بشير بن سعد ليشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا، قال له ” يا بشير أكل أولادك أعطيتهم حديقة؟ قال لا يا رسول الله، وإذا بالحكم يصدر من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له اشهد غيري فأنا لا أشهد على ظلم، فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم ظلم.

 

فأين الأمة من كلام نبيها صلى الله عليه وسلم؟ فكم من المسلمين اليوم من لا يعدل بين أولاده؟ وكم من المسلمين من يعطي البعض من أولاده ويحرم الآخرين؟ بل المصيبة العظمى والطامة الكبرى هي هناك من المسلمين من ينام على فراش الموت ويوصي بأن يعطى فلان من ماله ويحرم فلان، وهناك من يخص أولاده الذكور بجميع المال ويحرم البنات، نعم لا زال هناك الكثير من يفضلون العادات والتقاليد على شرع، والمصيبة ان الذي يحرم البنات من الميراث هو المصلي الذي يحافظ على الصلاة في المساجد، وهو الذي يصوم شهر رمضان، وهو الذي ذهب الى مكة ليؤدي الحج والعمرة لله، وهو الذي يقرأ القرآن الكريم، ويقرأ قول الله سبحانه وتعالى فى سورة النساء.

 

” يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين” ومع ذلك هو من يحث على حرمان البنات من الميراث، وهو المسلم الذي يقول أنا من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلي الله عليه وسلم، يحذر التحذير الشديد من الاعتداء على حق الضعيفين فيقول صلى الله عليه وسلم ” اللهم إنى أحرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأه” رواه النسائي، ومعنى كلمة أحرّج الحق، هو الإثم بمن ضيع حقهما، وهناك من الناس من إذا سألته لما تعمل هذا؟ لما تحرم بناتك من حقهن؟ فيجيبك كيف أعطي مالي الذي تعبت في جمعه أنا وأولادي لفلان وهو زوج ابنته؟ أن البنات سيعمرون بيوت الآخرين، إما الأولاد فسيعمرون بيتي، وكان النعمان بن بشير له ابنتين وخمسة صبية.

 

وقد ولدوا له من امرأتين إحداهما هى أم عبد الله بنت هانئ الكندية والاخرى هى نائلة، وعن النعمان بن بشير قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورا فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” لا يحل لمسلم أن يروع مسلما” وكان من المناصب التي شغلها الصحابي الجليل النعمان بن بشير، هو أنه تولي نيابة الكوفة لمعاوية بن أبى سفيان تسعة أشهر، وقد تولي قضاء الشام بعد فضالة بن عبيد، وفضالة بعد أبي الدرداء، وقد عينه معاوية على حمص، وكان النعمان بن البشير يقول “إن الهلكة كل الهلكة أن تعمل السيئات في زمان البلاء” وكان النعمان بن بشير على حمص عاملا لابن الزبير.

 

فلما تملك مروان خرج النعمان هاربا فاتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله، وقد روى محمد بن سعد بأسانيده أن معاوية بن أبى سفيان تزوج امرأة جميلة جدا، فبعث إحدى امرأتيه، ميسون أو فاختة، لتنظر إليها، فلما رأتها أعجبتها جدا، ثم رجعت إليه فقال له كيف رأيتيها؟ قالت بديعة الجمال، غير أني رأيت تحت سرتها خالا أسود، و إني أحسب أن زوجها يقتل ويلقى رأسه في حجرها، فطلقها معاوية بن أبى سفيان وتزوجها النعمان بن بشير، فلما قتل أتي برأسه فألقي في حجرها، سنة خمس وستين من الهجرة، وقيل أنه وقف النعمان بن بشير رضى الله عنه،على المنبر يوما فقال للناس، أتدرون ما مثلي ومثلكم؟ قالوا لا، قال مثل الضبع والضب والثعلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى