مقال

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، وأما عن ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، فقد ادّعى النبوة وغلب على أهل عمان وطرد منها عمال الخليفة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وكان الغالب على عمان الأزد فلما كانت سنة ثمانى من الهجرة، بعث النبى صلى الله عليه وسلم أبا زيد الأنصارى وعمرو بن العاص رضي الله عنهما إلى عبيد وجيفر من بني جلندى حكام عمان، ومعهما كتاب يدعوهما فيه إلى الإسلام، وقال “إن أجاب القوم إلى شهادة الحق وأطاعوا الله ورسوله، فعمرو الأمير، وأبو زيد على الصلاة” فأسلم عبيد وجيفر، ودخل أهل عمان في الإسلام، ولم يزل عمرو وأبو زيد رضي الله عنهما في عمان حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فارتدت الأزد وعليها لقيط بن مالك ذو التاج وانحازت إلى دبا، والتجأ عبيد وجيفر إلى الجبال والبحر هربا منه، وكاتبا أبا بكر الصديق رضي الله عنه بخبر ما حدث، وكانت عمان في عصر الرسالة تابعة لفارس، فهى بحكم موقعها الجغرافي فى الجزء الجنوبى الشرقى من جزيرة العرب أقرب إلى فارس منها إلى المناطق الشمالية الغربية فى الجزيرة العربية التي يفصلها عن الربع الخالى، وكانت فارس حريصة على إخضاع القبائل الضاربة في شرق الجزيرة العربية على الخليج العربى، لتتحكم بهذا الخليج وبمدخله الجنوبي مضيق عمان “هرمز” ومن جهتها اعتمدت هذه القبائل على فارس، فكان طبيعيا أن تعادي الدعوة الإسلامية، وكما دفع الفرس بسجاح لإثارة المشكلات.

 

في وجه الدعوة الإسلامية ومحاربة المسلمين فادعت النبوة لتستقطب القبائل، كذلك دفع هؤلاء ذا التاج لقيط بن مالك الأزدى، فادعى النبوة وحمل قومه على الإيمان به وحارب المسلمين، وأما عن معركة دبا فهى معركة كانت فى حروب الردة بين جيش لقيط بن مالك الأزدى المتنبئ بعد وفاة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وجيش جيفر وعبد ابنى الجلندي ومن ثبت على دين الإسلام، والتقيا في موضع في دبا وقد انتهت تلك المعركة بانتصار المسلمين بعد أن انضمت بعوث حذيفة بن محصن وعرفجة بن هرثمة وعكرمة بن أبي جهل التي وجهها الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه لقتال المرتدين ومهرة إلى جيش ابني الجلندى وأما عن صحار.

 

فهى إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة بالجزء الشمالي من سلطنة عمان، وهى تبعد عن العاصمة مسقط بأكثر من مائتى وثلاثون كيلو متر شمالا، وهي العاصمة القديمة لعمان، وصحار مدينة تعتمد على صيد الأسماك والتجارة وأيضا الزراعة، وتعرف في الوقت الحالي بأنها محور الصناعة العمانية، وذلك لوجود ميناء صحار الصناعي، وقد ذكر ياقوت الحموى في كتابه معجم البلدان عن صحار بأنها قصبة عمان، وهى مدينة طيبة الهواء والخيرات والفواكه مبنية بالآجر والساج كبيرة ليس في تلك النواحي مثلها، وقيل سميت بصحار نسبة إلى صحار بن إرم ابن سام بن نوح عليه السلام، وتعتبر صحار المركز الإداري لمحافظة شمال الباطنة بسلطنة عمان.

 

وذلك نظرا لتواجدها على الساحل الرملي المنخفض بمحافظة الباطنة فهي تطل على بحر عمان، حيث تشترك من جهة الجنوب مع صحم ومن جهة الغرب مع البريمي ومن جهة الشمال مع لوى ومن جهة الشرق تطل صحار على بحر عمان، وتنقسم صحار من الناحية الجغرافية إلى ثلاث مناطق هي الشريط الساحلى وهى تمتد منطقة الشريط الساحلي بطول خمسة وأربعون كيلومترا تقريبا على خليج عمان، وتبدأ من مجز الكبرى جنوبا وتنتهي بمجيس شمالا، والمنطقة السهلية وهى تمتد هذه المنطقة على نحو مستو من محاذاة الساحل إلى منطقة الحجر غربا لمسافة عشرة كيلومترات تقريبا، والمنطقة الجبلية، وتقع هذه المنطقة التي تضم معظم قرى ولاية صحار ضمن سلسلة جبال الحجر الغربى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى