مقال

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، فكتب حذيفة إلى أبي بكر الصديق بأمرهم، فاغتاظ غيظا شديدا، وقال ” من لهؤلاء ؟ ويل لهم ” ثم بعث إليهم عكرمة بن أبي جهل فجاءه كتاب أبي بكر ” سر إلى حذيفة في دبا، فسار عكرمة فى نحو ألفين من المسلمين وكان رأس أهل الردة هو لقيط بن مالك الأزدى فلما بلغه مسير عكرمة، بعث ألف رجل من الأزد يلقونه، وبلغ عكرمة أنهم جموع كثيرة فبعث طليعة وكان للعدو أيضا طليعة فالتقت الطليعتان فتناوشوا ساعة ثم انكشف أصحاب لقيط بن مالك الأزدى وقتل منهم نحو مائة رجل وبعث أصحاب عكرمة فارسا بخبره، فأسرع عكرمة حتى لحق طليعته ثم زحفوا جميعا وسار على تعبئة.

 

حتى أدرك القوم فاقتتلوا ساعة ثم هزمهم عكرمة، وأكثر فيهم القتل ورجع فلهم إلى لقيط بن مالك الأزدى فأخبروه أن عكرمة بن جهل مقبل فقوى جانب حذيفة، ومن معه من المسلمين فناهضهم وجاء عكرمة بن أبى جهل فقاتل معهم فانهزم العدو حتى دخلوا مدينة دبا فحصرهم المسلمون شهرا وشق عليهم الحصار إذ لم يكونوا قد أخذوا له أهبة، فأرسلوا إلى حذيفة يسألونه الصلح فقال لا، إلا بين حرب مجلية أو سلم مخزية، قالوا أما الحرب المجلية فقد عرفناها فما السلم المخزية ؟ قال تشهدون أن قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار، وأن كل ما أخذناه منكم فهو لنا، وما أخذتموه فهو رد لنا وأنا على حق وأنتم على باطل وكفر، ونحكم فيكم بما رأينا فأقروا بذلك، فقال اخرجوا عزلا.

 

لا سلاح معكم ففعلوا، فدخل المسلمون حصنهم، فقال حذيفة إنى قد حكمت فيكم، أن أقتل أشرافكم وأسبى ذراريكم، فقتل من أشرافهم مائة رجل وسبى ذراريهم، وقدم حذيفة بسبيهم المدينة المنورة وهم ثلاثمائة من المقاتلة وأربعمائة من الذرية والنساء، وأقام عكرمة بدبا عاملا عليها لأبي بكر الصديق رضى الله عنه، فلما قدم حذيفة بسبيهم أنزلهم أبو بكر رضي الله عنه دار رملة بنت الحارث، وهو يريد أن يقتل من بقى من المقاتلة، والقوم يقولون والله ما رجعنا عن الإسلام ولكن شححنا على أموالنا، فيأبى أبو بكر الصديق رضى الله عنه أن يدعهم بهذا القول، وكلمه فيهم عمر بن الخطاب وكان الرأى أن لا يسبوا، فلم يزالوا موقوفين في دار رملة حتى مات أبو بكر الصديق رضى الله عنه.

 

فدعاهم عمر بن الخطاب فقال انطلقوا إلى أى بلاد شئتم فأنتم قوم أحرار، فخرجوا حتى نزلوا البصرة، وقد بعث رستم برسالة إلى زهرة بن الحُوية يقول له أرسل إلينا الرجل الذى كان عندنا، فرسل زهرة بذلك إلى سعد بن أبى وقاص، فقال له سعد بل أرسل له اليوم آخر، فأرسل حذيفة بن محصن، فدخل عليه وهو راكب فرسه، فقالوا له انزل من على فرسك، فقال لا، والله لا أنزل، أنتم دعوتمونى، فإن أردتم أن آتيكم كما أحب، وإلا رجعت، ودخل حذيفة بجواده يمشى به على البُسط، وظل راكبا حتى وصل إلى رستم فقبل رستم أن يحدثه فوق حصانه، وهو يمشى على سريره المذهب وبدأ يخاطبه، فقال له ما بالك جئت ولم يجئ صاحبك؟ يقصد ربعى بن عامر.

 

فقال له إن أميرنا يعدل بيننا في الرخاء والشدة، وهذه نوبتى أى أن كل واحد فى جيش المسلمين له دور، وهذا دورى، وأميرنا يوزع علينا الأمور بالتساوى، فقال له ما جاء بكم؟ فقال له إن الله مَنَّ علينا بدينه، وأرانا آياته فعرفناه، وكنا له منكرين، ثم أمرنا بدعاء الناس إلى ثلاث فأيها أجابوا قبلناه، الإسلام وننصرف عنكم، أو الجزاء أى الجزية ونمنعكم إن أردتم ذلك، أو المنابذة، فقال له رستم أو الموادعة إلى يوم ما؟ أى من الممكن أن تعطينا فرصة، فقال له نعم، ثلاثة أيام، فقال إذن تقاتلونا فى اليوم الرابع، فقال ثلاثة أيام من أمسِ وهو اليوم الذي تحدث فيه مع ربعى بن عامر، وعلى ذلك فقتالكم فى اليوم الثالث، وعلى الفور اضطرب رستم اضطرابا شديدا، ونظر إلى قومه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى