مقال

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 5”

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 5”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع معركة الخازر ومقتل الحسين، وكان سليمان هو ممن كاتب الحسين بن علي بن أبي طالب ليبايعه، فلما عجز عن نصره ندم، فقاد جيش التوابين الذي التقى جيش عبيد الله بن زياد، في معركة عين الوردة في ربيع الآخر سنة خمسة وستين من الهجرة، وقُتل يومها سليمان بن صرد، وكان عمره ثلاثة وتسعين سنة، وكان الذي قتل سليمان، هو يزيد بن الحصين بن نمير، وقد رماه بسهم فمات وحمل رأسه إلى الخليفة مروان بن الحكم، وأما عن معركة عين الوردة أو وقعة عين الوردة فهي معركة حدثت بين مطالبين بالثأر لمقتل الحسين بن علي، وبين قوات الدولة الأموية، وانتهت بانتصار الدولة الأموية، وبعد مقتل الإمام الحسين بن علي، وأصحابه في معركة كربلاء.

 

تنادى مجموعة ممن تخلى عن دعم الحسين في تلك المعركة، ومنهم الصحابي سليمان بن صرد، وكانوا قد كتبوا للحسين قبل المعركة لمبايعته بالخلافة، فلما انتهت المعركة بمقتله دون ان يساعدوه، ندموا على ما فعلوا، وألفوا جيشاً سموه جيش التوابين، وأمروا عليهم سليمان بن صرد لمكانته، وقد خرج إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد الله بن زياد، ومن معه من أهل الشام، فخرج مسرعا يريد لقاء ابن زياد قبل أن يدخل أرض العراق، فسبقوه إلى تخوم أرض العراق، ووغلوا في أرض الموصل، فتلقاه ابن الاشتر في خازر إلى جنب قرية يقال لها باربيثا، وهى قريبة من مدينة الموصل، وقد كان ابن الأشتر جعل على مقدمتة الطفيل بن لقيط، من وهبيل من النخع، وهو رجلا من قومه وكان شجاعا بئيسا.

 

فلما أن دنا من ابن زياد ضم حميد بن حريث إليه، وأخذ ابن الأشتر لايسير إلا على تبعية، وضم أصحابه كلهم إليه بخيله ورجاله، فأخذ يسير بهم جميعا لايفرقهم، إلا يبعث الطفيل بن لقيط في الطلائع حتى نزل تلك القرية، فجاء عبيد الله بن زياد حتى نزل قريبا منهم على شاطئ خازر، وارسل عمير بن الحباب السلمى إلى ابن الأشتر، إني معك، وأنا أريد الليلة لقاءك، وأما عن عمير فهو عمير بن الحباب بن جعدة بن إياس بن حذافة بن محارب بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبه بن بهثة بن سليم بن منصور، وكان يلقب بأبو المغلس السلمي، وهو شاعر وفارس، وقد وفد على الخليفة عبد الملك بن مروان، وكانت بينه وبين القبائل القحطانية بالشام مغاورات وحروب وغارات.

 

وكان عمير بن الحباب السلمي، من بني سليم وهو أحد فرسان العرب المشهورين بالنجدة، وله أخبار مع عبد الملك بن مروان، وابنه الحباب بن الحباب، وكان مع مروان بن محمد يقاتل الخوارج، وقد أغار عمير بن الحباب على بنو كلب فلقي جمعا لهم بالإكليل في ستمائة، فقتل منهم فأكثر، فقالت هند الجلاحيّة تحرّض كلبا بشعرها وتقول ألاهل ثائر بدماء قوم، أصابهم عمير بن الحباب، وقد أرسل إليه ابن الأشتر، أن القنى إذا شئت، وكانت قبائل قيس عيلان كلها بالجزيرة، فهم أهل خلاف لمروان بن الحكم وآل مروان، وجند مروان يومئذ اغلبه من بنو كلب وصاحبهم حسان بن مالك الكلبي، وكان عمير بن الحباب يبغض كلب واليمانية لثارات بينهم ، فأتاه عمير ليلا فبايعه.

 

وأخبره أنه على ميسرة عبيد الله بن زياد، وواعده أن ينهزم بالناس، وقال ابن الأشتر، ما رأيك؟ أخندق على وأتلوم يومين أو ثلاثة؟ فقال عمير بن الحباب، لا تفعل، إنا لله، هل يريد القوم إلا هذه، إن طاولوك وما طالوك فهو خير لهم، هم كثير أضعافكم، وليس يطيق القليل الكثير في المطاولة، ولكن ناجز القوم فإنهم قد ملئوا منكم رعبا، فأتهم فإنهم إن شاموا أصحابك وقاتلوهم يوما بعد يوم، ومرة بعد مرة أنسوا بهم، واجترءوا عليهم، فقال إبراهيم، الآن علمت أنك لي مناصح، صدقت، الرأي ما رأيت، أما إن صاحبي بهذا أوصاني، وبهذا الرأي أمرني، فقال عمير، فلا تعدون رأيه، فإن الشيخ قد ضرسته الحروب، وقاسى منها ما لم نقاس، أصبح فناهض الرجل، ثم إن عميرا انصرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى