مقال

الإستخدام السلبي للهاتف المحمول وأثره على الأسرة.

الإستخدام السلبي للهاتف المحمول وأثره على الأسرة.

 

بقلم / شيماء الدالي

 

مما يجدر الإشارة إليه أن الهاتف المحمول له فوائد عديدة ، ومزايا لا تحصى .. إلا أن سوء الاستخدام يُحَوِّل الشيء النافع إلى ضار ؛ وربما مدمر .

 

لقد أصبح الاستخدام الخاطئ للهاتف المحمول يشكل خطرا كبيرا على بناء الأسرة وترابطها وتماسكها ؛ فأصبح لكل فرد داخل الأسرة عالمه الخاص المنفصل عن باقي أفراد أسرته

 

ففي كثير من الأسر :

 

▪تجد رب الأسرة يعيش داخل هاتفه لا يكاد يخرج منه تاركا زوجه وأبناءه كل يعيش داخل عالمه : فلا يقوم بدوره كأب في القيام على أمر أسرته من اهتمام ورعاية وتربية وتوجيه ؛ بل أصبح دوره لا يتجاوز الإنفاق فهو بمثابة خزينة .

 

▪وتجد ربة الأسرة قد تركت كل مسئولياتها وواجباتها فأصبحت ليس لديها إلا وظيفة واحدة وهي الجلوس أمام الإنترنت

 

فتركت العناية بنظافة بيتها ، والاهتمام بمتطلبات زوجها ، والقيام على تربية أبنائها ؛ وبذلك فقدت الأسرة دور الزوجة والأم .

 

وهاهما قد تركا أبناءهما لقمة سائغة وفريسة سهلة لهذا الغزو الفكري والثقافة المستوردة التي تنهش العقول وتسلخ الإنسان من قيمه الإسلامية وأحيانا قد تخرجه من دينه ، غافلين عن قول الله تعالى :

 

(يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) [التحريم: 6 ]

 

▪وتجد الأبناء تَخَلَّوْا عن واجباتهم ومسئولياتهم ، وتركوا مذاكرتهم وليس لهم همٌ إلا استخدام الهاتف المحمول .

 

ومن العجيب أنك تجد الأبوين يشتكيان من كثرة جلوس أبنائهما أمام الإنترنت

 

فيا أيها الأبوان البالغان العاقلان الراشدان ألا تنظران لحاليكما !

 

كيف تلومان صغاركما إذا كنتما تسلكان نفس المسلك ولا تستطيعان السيطرة على نفسيكما والتحكم فيها ! فأنتما أحقُّ باللوم .

 

فليعلموا جميعا أنهم سيسألون أمام الله تعالى عن هذا الوقت

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 

( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، … ) صحيح الترغيب

 

لقد أدى إهمال كل طرف من أطراف الأسرة لوظيفته إلى زعزعة الأسرة وتفككها وعدم ترابطها : فَكَثُرَت المشكلات الأسرية ، وزادت المشاجرات بين الزوجين حتى وصلت إلى حد الطلاق في بعض الأسر

 

كما أدى ذلك إلى تَخَرُّج جيل بعضه سيء الأخلاق ، منعدم المبادئ ، خالي القيم ؛ جيل جله يتسم بالتفاهة والركاكة .

 

فواجب على الأسرة أن تدرك حجم هذا الخطر ، وتعد نفسها لمواجهته والتصدي له ؛ فلا تترك نفسها فريسة لهوى النفس التي تركن إلى التخلي عن الواجبات والانغماس في الملذات

 

ولتعلم يا رب الأسرة أنك ستقف بين يدي الله فيحاسبك عن أمر كل فرد من أفراد أسرتك

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 

( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، والإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ، …) . متفق عليه

 

فإذا تهاون الإنسان في حق رعيته ولم يقم بحقها : فقد حرم الله عليه الجنة ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 

( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته .. إلا حرم الله عليه الجنة ) . متفق عليه

 

فكن ذا إرادة ولا تكن أسير أهوائك ،

 

خصص وقتا محددا للإنترنت لا تتجاوزه ،

 

ولتكن رقيبا على أبنائك ؛ لا يستخدمون الجوال إلا تحت إشرافك ،

 

أشعر أسرتك بوجودك ،

 

اقض وقتا لطيفا مع أفراد أسرتك ،

 

واعلم أن ما تزرعه اليوم في أسرتك .. ستحصده غدا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى