مقال

الإنسان مابين القناعة والطمع

الإنسان مابين القناعة والطمع

 

بقلم/السيد شحاتة

 

يعد الطمع والقناعة لدي كل إنسان منا وجهان لعملة واحدة فالأولي تحمل خراب وهدم للمجتمع والثانية هي أساس التعاون والحب بين أفراد المجتمع الواحد ليكون مجتمعا مثاليا خاليا من البؤس والحرمان

 

فبداية القناعة ليست كلمة تقال ولكنها كنز السعادة فالشخص القنوع دائما مايشعر بالرضا بما قسمه الله تعالى فتجعل أيامه هادئة وتنقي قلبه من حسد الآخرين

 

فالقناعة تؤدي بالإنسان إلى الإستقرار النفسي والبدني والتخلص من عبوديتة للأشياء التي لا يملكها وتجعله عزيزا كريما مترفعا عن صغائر الأمور

 

والمؤمن الحق هو الذي يعلم علم اليقين بأن الله تعالى هو الذي قسم الأرزاق كلها بين العباد تصديقا لقوله تعالى (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)

 

فهي من أروع مايمكن أن يملكها الإنسان وهي إكتمال لشخصيته ليكون مترفعا عن الكثير من الأمور

 

هي الطريق للوصول لحياة طيبه حيث أنها من الصفات النادرة التي يمكن أن يتحلي بها كل منا في ظل مانعيشه من الأطماع التي وصلت لمدي كبير وتمكنت تلك الأطماع من نفوس الكثيرين فضلا عما له من الأجر والثواب من الله والذي نحن جميعا في حاجه كبيرة لنيل رضوانه تعالي

 

فربما لاتعطينا الحياة كل مانريد ولكن بالقناعة نأخذ منها مانريد ولكن ليس هذا معناه أن نستسلم وتخضع ولكن نحاول أن نصل إلى الأفضل

 

والقناعة تؤدي إلي أن يحيا المجتمع لحياة طيبه خاليه من الكرة والضغينة

 

علي النقيض منها نجدالطمع وهو رغبة الإنسان منا في الحصول علي كل شيء دون وجه حق

 

بل يجعل الطمع أن يسعي الإنسان لإمتلاك أي شيء بأي وسيلة كانت صحيحة أم خاطئة

 

والطمع أمر مرفوض في الدين بل مذموم فهو من أنواع عدم الرضا بقضاء الله

 

والشخص الطماع هو شخص أناني في المقام الأول لاينظر إلا لمصلحته الشخصية واهوائة الخاصة غير مبال بما قد يصل إليه المجتمع إذا فشت فيه تلك الصفة

 

فالطمع يزيد العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع الواحد فيجعلهم يتسابقون للحصول على أشياء ليست من حقهم فيكيدوا لبعضهم البعض وقد تصل إلي حد ارتكاب الجرائم بل وسفك الدماء والخوض في الأعراض

 

وهنا دور الدولة ممثلة في الأزهر الشريف والأوقاف وكذلك المؤسسات الدينية لبيان سوء تلك الصفة وتوعية المجتمع بها

 

وكذلك دور الأسرة في بداية تنشيئة الطفل وتربيتة علي الرضا بما قد يكون في يدية وان هذا قسم الله لهم في ذلك

 

ولنعلم جميعا أن الدنيا زائلة وفانية وأن نعيمها مؤقت غير دائم فلماذا لانرضي بما قسمه الله لنا

 

فلتكن القناعة شعار حياتنا حيث أنها تعطي للحياة جمالا ذو طابع خاص وتمنح النفس إحساسا راقيا وراحة نفسية لايضاهيها شئ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى