مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بواط “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بواط “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الرسول في غزوة بواط، كانت غزوة بواط، التي كان سببها الرئيسي استرداد الأموال من قريش، فكان في شهر ربيع الأول فى السنة الثانيه من الهجرة، فقد خرج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، في مائتين من أصحابه، يعترض عيرا لقريش، فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمئة بعير، فبلغ بواطا من ناحية رضوى، وأما عن أمية بن خلف فهو أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الجمحي المكي، وهو أحد رؤوس قريش وكبارهم، وقد قُتل في غزوة بدر في العام الثاني الهجري على يد الصحابي بلال بن رباح، وكان أمية بن خلف من سادات قريش.

وقد حارب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، في بدايتها، وصد عنها ووقف في وجه كل من يتبعها خاصة الفقراء والمستضعفين، وكان من بين هؤلاء المستضعفين الصحابي بلال بن رباح، الذي دخل في الإسلام خفية بدون علم أمية بن خلف، وفي يوم جاء رجل مشرك إلى أمية بن خلف وهو في مجلس لقريش وناداه قائلا، أو ما بلغك الخبر، لقد شهدت عبدك بلال يختلي مع محمد وصحبه، فقام أميه من مجلسه ودخل داره منتظرا رجوع بلال، ولما قربت الشمس على الغروب، دخل بلال على أمية فقال له ما هذا الذي بلغني عنك أيها العبد الحبشي، أحقا أنك اتبعت دين محمد، فأجاب بلال، أما وأنه بلغك أمري وعلمت بإسلامي فإني لا أخفي عليك أني آمنت بالله ورسوله وأنا من جنوده.

فأجابه أمية، لست أيها العبد إلا مملوك، لا تملك من أمرك شيئا، وأقسم أن يذيق بلال صنوف العذاب ليرغمه على الرجوع إلى الكفر والشرك كما كان، فأعد الحبال وشد بها أقدام بلال وقيدت يداه إلى الخلف، وجر على الأرض وسط الصحراء، وكان يترك بلال في الصحراء من الظهيرة إلى غروب الشمس، ويأتيه قائلا، ما رأيك الآن يا بلال، أذقت العذاب، وهل آن لك أن ترجع إلى عبادة اللات والعزى، وكان بلال يقول أحد أحد، وأبى أن يعود إلى الشرك، وقد مضت الأيام وبلال يُعذب، حتى مر أبو بكر الصديق يوما فآلمه ما رأى من عذاب بلال، فقال لأمية متى تترك هذا المسكين، فقال أمية إنه عبدي وملكي، وإذا كنت مشفقا عليه فاشتره، فاشتراه أبو بكر الصديق واعتقه.

وأما عن غزوة بواط، فقد علمت عيون قريش بخروج المسلمين فأسرعت القافلة بحركتها وسلكت طريقا غير طريق القوافل المعبدة، فتخطت المسلمين، ورجع المسلمون إلى المدينة، وقد استخلف الرسول صلى الله عليه وسلم، في هذه الغزوة على المدينة سعد بن معاذ، ويقال السائب بن عثمان بن مظعون واللواء كان أبيض، وحامله سعد بن أبي وقاص، وأما عن سعد بن معاذ فهو صحابي، كان سيدا للأوس في يثرب قبل الهجرة النبوية، وقد أسلم سعد بن معاذ، على يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب ليعلم أهلها دينهم، فأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل كلهم، وكان بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، قد شهد سعد بن معاذ معه غزوات بدر وأحد والخندق.

التي أصيب فيها إصابة بليغة، ولما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم، بني قريظة، قبلوا بالاستسلام على أن يُحكَّم فيهم سعد بن معاذ، فحُمل إليهم وهو جريح، فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي النساء وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين، وبعد غزوة بني قريظة، انتقض جرح سعد بن معاذ، ولم يلبث إلا يسيرا ومات، وأما عن السائب بن عثمان بن مظعون الجمحي فهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، وتوفي في حروب الردة في معركة اليمامة، وكان السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي، من السابقين إلى الإسلام، وهو ابن الصحابيين عثمان بن مظعون وخولة بنت حكيم السُلمية، وقد هاجر إلى الحبشة مع أبيه وعمّيه قدامة وعبد الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى