مقال

نفحات إيمانية ومع السيدة مارية بنت شمعون “جزء 1”

نفحات إيمانية ومع السيدة مارية بنت شمعون “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

السيدة مارية بنت شمعون القبطية هى آخر زوجات الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد قيل أنه ذكر الشيخ كشك رحمه الله في إحدى محاضراته، قصة إسلام مارية القبطية فقال ومارية القبطيه كانت مملوكة بعقد اليمين، وقبل أن يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم، أعلنت إسلامها، حتى لا يقال إنه تزوج بنصرانية، فبمجرد وصولها إلي المدينة المنورة، قالت أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك يا محمد رسول الله، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم، ما الذي دفعك إلي الإسلام؟ فقالت له يا رسول الله، لقد أرسلوا معي رجالا من أصحابك من مصر إلي المدينة، والله كانوا أشد أمانا على عرضي من إخوتي، فقلت إن الذي ربي هؤلاء الرجال على تلك الأمانة، لا يمكن أن يكون بشرا عاديا.

 

إنما هو رسول من الله حقا وصدقا، وآمنت، ولكن كان رأى أهل الفتوى فى ذلك هو ان قصة السيدة مارية، وإسلامها رضي الله عنها، قد ذكرها غير واحد من أصحاب السير والتاريخ، وذكروا أنها أسلمت هي وأختها السيده سيرين بنت شمعون، على يد حاطب ابن أبي بلتعة، وكان هو سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المقوقس، عند ما عرض عليهما الإسلام ورغبهما فيه، وذلك قبل الوصول إلى المدينة، ولم نطلع على القصة المذكورة فيما وقفنا عليه من أخبارها، والسيدة مارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها، كانت جارية أهداها ملك مصر المقوقس القبطي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هي وأختها سيرين، وذلك في العام السابع للهجرة، فكانت من سراريه، وأنجبت له ولدا سماه إبراهيم عليه السلام، فمات صغيرا.

 

وقالوا أعتقها ولدها، وخص النبي صلى الله عليه وسلم، حسان بن ثابت رضي الله عنه بأختها سيرين، فولدت له عبد الرحمن، والسيده ماريه القبطيه قد اختلف في أمرها هل كانت زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، أم ملك يمين؟ وقد توفيت رضي الله عنها في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العام السادس عشر من الهجرة، ودفنت بالبقيع، فرضي الله عنها وأرضاها، وأما عن معنى كامة قبط فهي صورة مختصرة من لفظة إِيجيبتوس وهي لفظة أطلقها البيزنطيون على أهل مصر، وكلمة قبطي شاعت عندما كانت مصر تحت الحكم البيزنطي، وهذه الكلمة يقصد بها سكان مصر وليس لها علاقة بتحديد الدين، فالقبطية هي قومية وعرقية وهي كلمة مرادفة لكلمة مصريون.

 

 

فكل قبطي مصري والعكس صحيح، ولقد كان للسيده مارية القبطيه شأن كبير عند النبي صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح الامام مسلم بن الحجاج قال ” قال رسول الله “انكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً” أو ذمة وصهرا” وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وسلم “استوصوا بأهل مصر خيرا، فإن لهم نسبا وصهرا ” والنسب من جهة السيده هاجر أم نبى الله إسماعيل عليهم السلام، والصهر أيضا من جهة السيده مارية القبطية، ولقد كان للسيده مارية شأن كبير في الآيات وفي أحداث السيرة النبوية الشريفه فقد أنزل الله سبحانه وتعالى، صدر سورة التحريم بسبب السيده مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون.

 

في أحاديثهم وتصانيفهم وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو راض عن السيده مارية، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكانت هي مارية بنت شمعون القبطية، وهى هدية المقوقس التي أهداها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في السنة السابعة للهجرة، وكان والد السيده مارية هو ملك من ملوك القبط، وقد ولدت في مصر في قرية اسمها حفن، وكانت أمة من إماء النبي صلى الله عليه وسلم، الأربع، وقد قال أبو عبيدة “كان له صلى الله عليه وسلم، أربع مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش” وقد جاءت مارية القبطية إلى المدينة المنورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى