مقال

نفحات إيمانية ومع نبى الله ذو الكفل علية السلام ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع نبى الله ذو الكفل علية السلام ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع نبى الله ذو الكفل علية السلام، وقيل يوشع بن نون، وقيل اسمه ذو الكفل، وقيل هو نبى الله زكريا وقد حكى كل ذلك الكرماني في العجائب، وقيل هو اليسع بن أخطوب بن العجوز، وزعمت اليهود أنه حزقيال وجاءته النبوة وهو في وسط سبي بختنصر على نهر خوبار، وكذلك يعتقد العديد من الباحثين والمؤرخين أن ذو الكفل هو نفسه لدى اليهود ويعد حزقيال نبيا لدى اليهود أيضا وقد ورد ذكره في سفر نبوة حزقيال في العهد القديم ووفقا لبعض روايات اليهود أنه قد قدم للعراق خلال السبي البابلي، ويرى بعض العلماء انه رجل من الصالحين وقد رجح ابن كثير نبوته لان الله عز وجل قرنه مع الأنبياء كما في سورة اللأنبياء.

 

ويذكر أن له قبرا كان يزوره اليهود والمسلمون في المنطقة، حيث يعتقد اليهود أن هذا القبر هو قبر النبي حزقيال وكما ذكر انه بعث لاهل دمشق، وكما أن الكثير من المؤرخين لم يوردوا عنه إلا النزر اليسير، وقيل أنه يوجد قبر بمدينة دزفول في الجنوب الغربي لإيران يسمونه بقبر حزقيل ويعتقد أهلها أنها لذي الكفل وأنه أبو دانيال النبي عليهما السلام، فوجود قبر دانيال النبي فی مدينة شوش على بعد ثلاثين کيلومترا جنوب دزفول يقوي احتمال صحة هذه الادعاءات، وقيل أن مقامه في الشام وأهل دمشق يتناقلون أن له قبرا في جبل هناك يشرف على دمشق يقال له جبل قاسيون، وقيل بل في بلدة الكفل في العراق، وقيل أنه في فلسطين في بلدة كفل حارس.

 

ويعتقد أن ذو الكفل عاش خمسه وسبعون عاما وأنه دُفن في العراق، ولكن قيل أن القبر المنسوب إلى ذي الكفل ببلاد العراق بحسب عدد من المصادر، فهذا لا يعلم له أصل صحيح، ولا ذكر أحد من أهل العلم له أصلا، ولا سندا وإنما ذلك كله من عمل الجهلة الذين يفتنون بأصحاب القبور، ويتوسلون بهم إلى ربهم، وربما عبدوهم من دون الله، فيسألونهم ويستغيثون بهم وينذرون لهم، ويعرف النبي بأنه من بعثَه الله إلى قوم كانوا قد آمنوا بشريعة جاء بها رسول قَبله، فيوحى له أن يبلغ شريعة من جاء قبله، فلا يأتي بكتاب سماوى جديد، ولا بشريعة جديدة، بل يأتي لإقرار أحكام شريعة من قَبله، وتأكيدها، فيصحح ما اختل منها، بِأن يدعوهم لإبطال البدع فيها.

 

وبيان الأخطاء التي انتشرت بينهم، وتصحيحها، وتذكيرهم بالأحكام التي نسوا تطبيقها، والحكم بينهم فيما أمر الله تعالى، وعليه فالأنبياء عليهم السلام، يوحى لهم من الله تعالى، فيما يفعلونه ويأمرون الناس به، لكنهم لا يبعثون في أقوام لم تأتيهم رسالة سابقة، ولكن فى أقوام بلغتهم رسالة الله تعالى، وآمنوا بها، وقال الثعلبي في كتاب العرائس وقال بعضهم ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر، بعثه الله بعد أبيه رسولا إلى أرض الروم، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، ثم إن الله تعالى أمره وأمرهم بالجهاد فكاعوا أى فكفوا عن ذلك وضعفوا، وقالوا يا بشر إنا قوم نحب الحياة ونكره الموت، ومع ذلك نكره أن نعصي الله ورسوله، فإن سألت الله تعالى أن يطيل أعمارنا ولا يميتنا إلا إذا شئنا لنعبده ونجاهد أعداءه،

 

فقال لهم بشر بن أيوب لقد سألتموني عظيما وكلفتموني شططا، ثم إنه قام وصلى ودعا الله عز وجل، فقال” إلهي أمرتني أن نجاهد أعداءك وأنت تعلم أني لا أملك إلا نفسي، وإن قومي قد سألوني ما أنت أعلم به مني، فلا تؤاخذنى بجريرة غيري، فإني أعوذ برضاك مِن سخطك، وبعفوك من عقوبتك، قال وأوحى الله تعالى إليه يا بشر إني سمعت مقالة قومك، وإني قد أعطيتهم ما سألوني، فطولت أعمارهم فلا يموتون إلا إذا شاؤوا، فكن كفيلا لهم مني بذلك، فبلغهم بشر رسالة الله فسمي ذا الكفل، ثم إنهم توالدوا وكثروا ونموا حتى ضاقت بهم بلادهم، وتنغصت عليهم معيشتهم، وتأذوا بكثرتهم، فسألوا بشرا أن يدعو الله تعالى أن يردهم إلى آجالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى