مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول فى غزوة بدر الأولي ” جزء 2″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول فى غزوة بدر الأولي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الرسول فى غزوة بدر الأولي، وغزوة بدر الأولى هي إحدى أعظم غزوات المسلمين، وتسمى هذه الغزوة بغزوة سفوان، وكانت هذه الغزوة حين عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المسلمين من غزوة العشيرة، فأقام في المدينة ليال معدودات، ثم خرج ومعه جيش من المسلمين يقصد رجلا أغار على ماشية المدينة المنورة في مراعيها، واسمه كرز بن جابر الفهري، حيث أغار كرز هذا على رزق أهل المدينة المنورة من الأغنام والإبل وغير ذلك، فخرج رسول الله يطلبه حتى وصل ومن معه من المسلمين إلى وادى سفوان القريب من منطقة بدر، لذلك سميت هذه الغزوة غزوة سفوان أو غزوة بدر الأولى.

 

وكانت غزوة بدر الأولى بعد غزوة العشيرة مباشرة، وغزوة العشيرة هذه هي إحدى الغزوات التي كانت بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت في أواخر شهر جمادى الأولى، في السنة الثانية للهجرة، وهي من الغزوات التي حدثت قبل غزوة بدر الكبرى، وقد بدأت غزوة العشيرة عندما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار للخروج إلى الطريق الذي تمر منه قوافل قريش القادمة من الشام لاعتراضها، وخرج من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة مائة وخمسين فارسا من خيرة الصحابة الكرام، وترك رسول الله المدينة المنورة تحت حكم أبي سلمة بن عبد الله المخزومي رضي الله عنه وخرج مع الصحابة لاعتراض قافلة قريش بقيادة أبي سفيان.

 

فاجتمع جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان يسمى ذات العشيرة، وقيل ذي العشيرة وفي ذلك الموقع علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أبا سفيان أصبح على دراية تامة بجيش المسلمين فغير اتجاه قافلته، ونجا ومن معه، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام إلى المدينة المنورة، وحين عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة العشيرة، إلى المدينة المنورة ععلم أن رجلا يدعى كرز بن جابر الفهرى، أغار ومن معه من الرجال على الإبل والمواشي التي تسرح للرعي بالغداة والتي تتبع للمسلمين في المدينة، فكان هذا السبب في غزوة بدر الأولى أو غزوة سفوان، ولقد كان الهدف من غزوة بدر الأولى هو قتل كرز بن جابر الفهري.

 

الذي أغار على ماشية المدينة التي كانت ترعى بالغداة، وكرز هذا هو كرز بن جابر الفهري وهو صحابي جليل وقد أسلم وكان قبل إسلامه قد أغار على سرح المدينة المنورة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه ومعه جيش من المسلمين، وكان هذا هو الهدف من غزوة بدر الألى أو غزوة سفوان، وكانت هذه الغزوة الثانية على التوالي التي يخرج فيها جيش المسلمين ويعود إلى المدينة بغير قتال، ثم بعد عودته إلى المدينة مع الصحابة الكرام، أقام في المدينة شهر جمادى ورجب وشعبان دون غزو، وهذه الغزوة كانت من الغزوات التي لم يحدث فيها أي قتال أو صدام حقيقى بين جيش المسلمين وجيش المشركين، ولكن النظر إلى أحداث هذه الغزوة.

 

يتبيّن أن أهم نتائج هذه الغزوة هو وضع حد أمام كل من ينوي أن يمس مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتعرض لرزق أهلها بسوء، فقد أظهرت هذه الغزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة بمظهر القوي الشديد الذي لا يقبل بالذل والهوان ووضعت حدا أمام كل المتربصين بالمدينة المنورة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان له أن يترك أحدا يغير على المدينة دون أن يقوم بمطاردته وإعلامه أنه ليس بمأمن من قوة المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، أراد إرسال رسالة قوية إلى جميع القبائل العربية بما فيها قريش، وكذلك أراد أن يعلم الأعراب أن المسلمين قوة لا يستهان بها، وأن المدينة المنورة لا يمكن أن تكون مسرحا لأعمال السلب والنهب والإغارة.

 

وإذا أرادت إحدى القبائل أن تغير على المدينة فلتعلم أن الجيش الإسلامي سيقف لها بالمرصاد وسيدافع عن مقدراته بكل ما أوتي من قوة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، ضرب أروع النماذج التي تكفل بناء دولة قوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى