مقال

نفحات إيمانية ومع أم أبان بنت عتبة بن ربيعة ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع أم أبان بنت عتبة بن ربيعة ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أم أبان بنت عتبة بن ربيعة، وكانت بالشام مع زوجها أبان بن سعيد بن العاص فقتل عنها بأجنادين، وعادت إلى المدينة، وهو أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أبو الوليد الأموي، وهو الذي أجار عثمان بن عفان يوم الحديبية حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، رسولا إلى مكة، وهو ابن سعيد بن العاص وهو من أكابر قريش ومن الصحابة الأجلاء، وكان أبان له سبع أخوة اثنان أسلما قبله وهما خالد بن سعيد وعمرو بن سعيد واثنان ماتا علي دين الجاهلية وهما العاص بن سعيد وعبيدة بن سعيد وقد قتلا في غزوة بدر ولا يعرف الباقين، واسم زوجته فاطمة بنت صفوان الكنانية قال ذلك بن إسحاق، وهو ابن عمة أبو جهل، وقد أسلم أبان بعد خصومة شديدة للإسلام وهاجر إلى المدينة.

 

وقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم، سنة تسعه من الهجره، علي البحرين، ومات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو والى عليها، فآلى على نفسه ألا يكون عاملا لأحد بعد ذلك، ولما قدمت من الشام خطبها من العشرة المبشرين بالجنة أربعة هم الخليفة عمر بن الخطاب، والخليفة علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، فاختارت طلحة، فتزوجها، وطلحه بن عبيد الله هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم، أنه شهيد يمشي على الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم “من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله ” وقد أسلم طلحه مبكرا، فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وهاجر إلى يثرب التي سُميت فيما بعد.

 

بالمدينة المنورة، وشارك في جميع الغزوات في العصر النبوي إلا غزوة بدر حيث كان بالشام، وكان ممن دافعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، في غزوة أحد حتى شُلت يده، فظل كذلك إلى أن مات، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال” هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض ” وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبا بالقصاص من قتلة عثمان فقتل في موقعة الجمل، فكان قتله في رجب سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستون سنة، وقيل اثنان وستون سنة، وكان لطلحة أحد عشر ولدا وأربع بنات، وكان يُسمي أبناءه بأسماء الأنبياء، فمنهم محمد بن طلحة السجاد وعمران بن طلحة وموسى بن طلحة وعيسى بن طلحة، وغيرهم، وعن موسى بن طلحة بن عبيد الله.

 

قال خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فأبته فقيل لها ولم ؟ قالت إن دخل دخل ببأس، وإن خرج خرج ببأس، قد أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه، كأنه ينظر إلى ربه بعينيه، ثم خطب الزبير بن العوام، فأبته، فقيل لها ولم ؟ قالت ليس لزوجته منه الإشارة في قراملها، ثم خطبها علي، فأبت، قيل لها ولم ؟ قالت ليس لزوجته منه إلا قضاء حاجته، ويقول كيت وكيت، وكان وكان، ثم خطبها طلحة فقالت زوجي حقا، قالوا وكيف ذاك ؟ قالت إني عارفة بخلائقه إن دخل دخل ضاحكا، وإن خرج خرج بساما، إن سألت أعطى، وإن سكت ابتدأ، وإن عملت شكر، وإن أذنبت غفر، فلما أن ابتنى بها، قال علي ” يا أبا محمد، إن أذنت لي أن أكلم أم أبان ؟ ” قال كلمها، قال فأخذ بسجف الحجلة ثم قال ” السلام عليكم يا عزيزة نفسها ”

 

قالت وعليك السلام قال ” خطبك أمير المؤمنين فأبيتيه ” قالت قد كان ذلك، قال ” وخطبك الزبير ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحد حواريه فأبيت ” قالت وقد كان ذلك، قال ” وخطبتك أنا وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأبيت ” قالت وقد كان ذلك، قال ” أما والله لقد تزوجت أحسننا وجها، وأبذلنا كفا، يعطي هكذا وهكذا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى