مقال

ذكريات ومشاعر وأمان مفقود.

ذكريات ومشاعر وأمان مفقود.

 

بقلم/السيد شحاتة

 

بداخلنا ذكريات نعجز عن نسيانها نعجز عن تجاوزها تبقى ملازمة لنا متلاصقة بنا كجنين برحم أمه

 

نخشى أن نسافر إليها في ذلك الركن التي آثرنا بقائها فيه كي لا تبعثرنا بدفء حنينها

 

تزورنا من الحين والحين كلما مررنا بطريق تركنا آثار أقدامنا في الماضي فيه لتأتينا على غفلة منا فنشعر بأنين قلوبنا وآهات خافتة تنبعث من صدورنا

 

هنا ذكريات طفولتنا الجميلة والتي لا ننساها مهما حيينا تمدّنا بالطاقة التي نحتاجها لنمضي في طريقنا الطويل

 

وهناك ذكريات تبكينا نهرب منها نحاول أن نشغل أنفسنا عن التفكير فيها أو تذكرها كي لا يهتز ثباتنا

 

كلمات ووجوه آذتنا جراح ودموع

فحياتنا هي مرآة الماضي الذي لازال حاضر فينا والقليل القليل من حاضرنا الذي سيصبح غدا ذكريات أيضا

 

حقاً لا ندري عند أي محطة نقف نحن؟ أو ماذا فقدنا في كل محطات عبرنا بها سنين طويلة

 

وبداخلنا مشاعر تتسابق للاختباء فتارة تسكن في ظل بعضها وتارة اخري تستكين في حيزها طالبة الحماية حين تتيقن ان الأمان في العودة خطوات للوراء

 

فلندافع عن مشاعرنا بصدقها وعذوبتها فلا مجال في العمر للتحسر علي احساس أنكرناة فهجرنا

 

ولا مشاعر تخطيناها فندمنا في يوم أننا أضعناها ولا عاطفة خجلنا من إظهارها في وقتها فافتقدناها لاحقا ونعيش لها

 

ويئن القلب طالبا دفئها مهما حاولنا خداع انفسنا بقبول مشاعر بديلة لمشاعرنا الاصيله

 

فلو أننا نملك حرية أن نختار مشاعرنا لاخترتُ أن أكون حجر أو شجر أو أن أعيش بمشاعر قليلة لا تتأثر بأشياء بسيطة

 

فامتلاكنا لمشاعر كثيفة مرهق ومتعب للغاية وخاصة حين نعيش دنيا بهذه البلادة نتذوق مرارة الوجود في أفواهنا حين نرى دمعة أحدهم أو حتى نسمع بكاءه

 

أو حين نقرأ رسائل الوداع أو تصلنا رسائل من غرّبتهم الظروف أوحين نمُر بحزن ما أو نواسي أحدهم في عزاء

 

تأتينا مشاعرنا دفعة واحدة تفيض فنشعر بكل شيء حدث سمعناه أو رأيناه

 

فتخنقنا تلك المرارة والتي نحاول إخفائها عن مرأَى الجميع كي لا نُتّهم بالمبالغة

 

فقد أتعبتنا مشاعرنا كثيراً وخنقنا كتمانها فياليتنا حقاً نشعر أقل أو نرى الأمور العظيمة عادية كما يراها الآخرون

 

نريد أن نحس بالأمان والاستقرار في كل شيء في حياتنا

 

فالأمان هو ما يجعلنا نقترب بثبات أو نبتعد بيقين

هو الشعور الذي يدفعنا لاتخاذ أول خطواتنا مع أحدهم في مشوارنا الصعب أن نمضي وكل منا على ثقة أنه لن يتخلى الآخر عنه في منتصف الطريق

 

أو لن يبيعه عند أول سقطة وأول عثرة

 

فالأمان هو البداية التي اختصرت كلاماً كثير حينَ بدأت ب” إرتحتُ لك” الأمان ليس كلمة يمكنك إقناع أحد بها أو صفة تصف بها نفسك هو شعور يستشعره أحدهم هو يقين القلوب يقين الفعل يقين التضحية والثبات والتمسك يقين الصدق والوفاء

 

هو الإحتياج الأعظم والأوحد لشخص ما وفي وقت محدد

 

ويتجلى أصدق الأمان في الله تعالى ويتجسد في الأم والعائلة ويأتي بعدهم من يثبت بيقين الفعل عمق الأمان حين ينبض قلبك اطمئناناً له

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى