مقال

الدكروري يكتب عن الشرعية والحماية القانونية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشرعية والحماية القانونية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن خاصية الشرعية والحماية القانونية، هو أن الشرعية تعني اعتراف القانون بالحق وانتسابه إلى صاحبه، أما الحماية القانونية، فهى تعني توفر صاحب الحق على وسائل قانونية لحماية حقه تجاه أى اعتداء يقع عليه من قبل الغير، وهدف الشرعية والحماية القانونية هو تحقيق الاستقرار في المجتمع عن طريق وضع قواعد سلوك توجه الأفراد نحو الحقوق المشروعة، وتنأى بهم عن الكسب غير المشروع المخالف للنظام العام والآداب العامة، أى لا تشكل العوائد الناتجة عن أعمال إجرامية حقوقا في نظر القانون، وبالتالي لا تستفيد من الحماية، حيث أن الحماية تقتصر على الحق المشروع.

 

وتكون هذه الحماية مقترنة بدعوى قضائية تكون نتيجتها توقيع جزاء مادى من قبل السلطة العمومية على كل شخص ينتهك أو يلحق الضرر بمصلحة صاحب الحق، وهو بذلك يعد كقصاص يتيح لصاحب الحق استرجاع حقه أو الحصول على تعويض يناسبه، وهذه الحماية تعد في الواقع كضغط لإكراه الغير واجباره على احترام حقوق الأشخاص وينجم عن خاصية الشرعية والحماية القانونية، وهى ربط حماية الحق بالسلطة العمومية ممثلة في الدولة، وتحديدا السلطة القضائية، وكذلك امكانية توقيع الجزاء على كل منتهك لحق من الحقوق المشروعة للأشخاص، وقد يفرض هذا الجزاء عن طريق دعوى مدنية.

 

كما قد يفرض عن طريق دعوى عمومية، وعموما تتميز الحماية القانونية بأنها مادية وملموسة وحالة والجزاء المترتب عنها توقعه سلطة عمومية، ويتخذ هذا الجزاء صور ثلاث، وهى الجزاء المباشر أو العينى كما نص عليه القانون المدني بقولها أنه يجبر المدين بعد اعذاره على تنفيذ التزامه تنفيذا عينيا متى كان ذلك ممكنا، فإذا امتنع المدين يمكن إجباره على ذلك، والتعويض ويتمثل في إلزام المخطئ بالتعويض لفائدة صاحب الحق المتضرر، كما قد يحكم بالتعويض فى حالة ما إذا كان التنفيذ مستحيلا أو غير مجديا، كما تقضي بذلك المادة من القانون المدنى، وأيضا إعادة الحالة إلى ما كانت عليها قبل حدوث المخالفة.

 

أو رد الشيء إلى أصله، ولقد فطر الله تبارك وتعالى العباد على قبول الحق والانقياد له، والطمأنينة به، والسكون إليه، ومحبته، وفطرها كذلك على بغض الباطل والكذب، والنفور عنه، وعدم السكون إليه، ولو بقيت الفطر على حالها لما آثرت على الحق سواه، ولما سكنت إلا إليه، ولا اطمأنت إلا به، ولا أحبت غيره، ومن تدبر القرآن الكريم أيقن أنه حق وصدق، بل أحق كل حق، وأن الذى جاء به أصدق خلق الله، وأبرهم، وأتقاهم، وأعلمهم، ولهذا ندب الله تعالى عباده إلى تدبر القرآن الكريم, فقال سبحانه وتعالى فى سورة محمد ” أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها” فلو رفعت الأثقال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن.

 

واستنارت فيها مصابيح الهدى والإيمان، وعلمت أنه الحق، وما سواه باطل, فقال سبحانه وتعالى فى سورة سبأ ” ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك من ربك الحق ويهدى إلى صراط العزيز الحميد” فهذه القلوب هى التي تنقاد لحكم الله، وتسلم لأمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى