مقال

السيدة عائشة بنت أبى بكر ” جزء 3″

السيدة عائشة بنت أبى بكر ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع السيدة عائشة بنت أبى بكر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائما يتحاكى بمكانتها الخاصة في قلبه، فقال “إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام” رواه مسلم، ولقد بلغت درجة حب النبي صلى الله عليه وسلم، للسيدة عائشة إلى أقصى درجة فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم عن خديجة “أنى رزقت حُبها” رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يتطيب لعائشة، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كأني أنظر إلى وبيض المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يلاطفها ويلعب معها، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي “تعالي أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلي” وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك”

 

وقال “هذه بتلك” وبعد موقعة الجمل، عادت عائشة فلزمت بيتها حتى حضرتها الوفاة في ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان فى الستة السابعة والخمسين من الهجرة، وقيل الثامنة والخمسين وقيل التاسعة والخمسين، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابني محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ودفنت فى البقيع قرب صاحباتها زوجات الرسول الأخريات، كما أوصت بعد أن آثرت عمر بن الخطاب على نفسها حين أعطته مكانها قرب أبيها وزوجها وصعدت فى شهر كريم للقاء حبيب فرق الموت بينها وبينه بعد أن طال انتظار اللقاء، وهكذا كانت الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين.

 

وكانت أمها هى السيدة أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية وقد ولدت السيدة عائشة في الإسلام بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة، ولنعلم أنه قد بلغ قمة الكمال والسمو من الرجال عدد كثير لكن لم يبلغها من النساء إلا قلة ومنهن عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهذه المرأة العجيبة التي فاقت علما وحلما وخلقا وأدبا، وفصاحة وشجاعة كثيرا من الرجال فضلا عن بنات جنسها، وأما عن أبوها فهو أبو بكر الصديق خير البشرية بعد النبيين والمرسلين، وصاحب رسول الله ورفيقه في الغار لا ثالث لهما إلا الله، الذي واسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وأهله وماله، الرجل الذي لو كان للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ من الخلق خليلا لا تخذه خليلا، فهذا أبوها فما ظنك بفتاة نجيبة عبقرية تنشأ في بيت أبي بكر بيت العلم والفصاحة.

 

والتقوى والعفة وكل خصلة طيبة حميدة، وتزوجها أي عقد عليها، رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا، وهي بنت ست سنوات، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين” وقد جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ثلاث ليال وفي يده خرقة من حرير وفي كل مرة يكشفها النبي صلى الله عليه وسلم فيجد فيها صورة عائشة ويقول له الملك هذه امرأتك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم إن يك هذا من عند الله يمضه أي سيكون، ولما توفيت خديجة ولم يكن عنده غيرها عُرضت عليه امرأتان ثيب وبكر أما الثيب فسودة بنت زمعة إحدى السابقات إلى الإيمان وأما البكر فعائشة.

 

وكانت صبية بنت ست سنين فقط فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على العرض أما سودة فتزوج بها ودخل بها وأما عائشة فعقد عليها ولم يدخل بها لصغر سنها، ولما هاجر إلى المدينة وبلغت من العمر تسع سنين دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم مرجعه من غزوة بدر غالبا منتصرا، وكانت عائشة تلعب على أرجوحة لها فجاءها النساء فزينها وأصلحنها له ثم أهدينها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاش معها النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين حيث توفاه الله إليه ولها من العمر ثمان عشرة سنة فقط، ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكرا غيرها، وكانت تفخر بذلك وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وكان لها رضي الله عنها منـزلة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى