مقال

فجر الإسلام ” جزء 1″

فجر الإسلام ” جزء 1″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

لقد خلق الله عز وجل الإنسان وأهبطه إلي الأرض، وقد هيأها له، فجعلها له قرارا، ومهادا، وبساطا، ليستقر فيها ويخلف بعضهم بعضا، وإن الديانة الإسلامية هي آخر ديانة سماوية أنزلت على البشرية، وتعني الاستسلام لله عز وجل، والتسليم التام من قبل الإنسان في كافة شؤونه الحياتية، حيث أرسل الله تعالى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، كي يدعو إلى هذا الإسلام، ويعرف الشخص الذي يؤمن بهذا الدين بالمُسلم، وهو الشخص الذي يؤمن بالديانات السماوية السابقة، والأنبياء والرسل السابقين، ويؤمن بكل كتب ورسل الله تعالى وبالأحاديث النبوية الشريفة، وقد أنزل الله تعالى دستورا عظيما ليتحاكم إليه بنو البشر.

 

وكان مما نص فيه قولا وعملا محاربة الطبقية والعنصرية والعصبية والكبر وغمط حقوق الناس، والظلم المستشري في نفوس أهل النفوذ والقوة، ولقد جاء الإسلام مرسيا قواعده على اعتبار أن التقوى هي الميزان الذي عليه توزن الأقوال والأعمال، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” فقد جعل معيار التفاضل بين الناس غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم، هو تقوى الله عز وجل، وقد جاءت الآيات الكريمة تردد في أنحاء الدنيا منيرة لنا صراط الله العزيز الحكيم فقال تعالى فى سورة الحجرات “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن”

 

وإن الإسلام بالمعنى الخاص، هوالدين الذي بعث الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعله الله عز وجل، خاتم الأديان، حيث لا يقبل من أحد سواه، فقال الله تعالى فى كتابة العزيز فى سورة آل عمران “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين” وإن الإسلام هو التعبد لله تعالى بما شرع، وقد شمل ذلك الاستسلام له ظاهرا وباطنا، فيشمل الدين كله عقيدة وعملا وقولا، أما إذا قرن الإسلام بالإيمان، فإن الإسلام يكون بمعنى الأعمال الظاهرة، من نطق اللسان وعمل الجوارح، ويكون الإيمان هو الأعمال الباطنة، من العقيدة وأعمال القلوب، ولقد نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في سن الأربعين من عمره في غار حراء في مكة المكرمة.

 

وكان ذلك ليلة السابعة عشرة من شهر رمضان المبارك، ثم نزل عليه الوحي مرة أخرى وأبلغة برسالة الله تعالى إلى الناس أجمعين، ونزلت عليه آيات من سورة المدثر فيها أمر من الله أن ينذر عشيرته الأقربين، ودعا الكبير والصغير والعبد والحر والرجال والنساء سرا وخفية لمدة ثلاث سنوات، وقد آمن به عدد قليل من الناس، وجاءه الأمر من الله عز وجل أن يعلن هذه الدعوة على الملأ فنزل عليه قوله تعالى “فاصدغ بما تؤمر وأعرض عن المشركين” فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، حتى صعد جبل الصفا وخطب فيهم وأخبرهم أنه نبي من عند الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم لهم جميعا ” فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد” ولقي المسلمون التعذيب والإيذاء من قريش.

 

ولقد جاء الإسلام قلبا وقالبا يدعو شرائح البشرية إلى ملمح عظيم، ومعلم جليل متمثلا في المساوة بين أجناس البشر، حيث قال الله تعالى فى كتابة الكريم فى سورة الحجرات “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وهكذا فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أعجمي على عربي، ولا أبيض على أسود، ولا أسود على أبيض، إلا بالتقوى، والعمل الصالح، ولذلك أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم، مدوية فى عام حجة الوداع، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى