مقال

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 2″

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع نبي الله عيسي عليه السلام، وقد بشرت الملائكة مريم الصديقة بأنه سيكون منها ولد ذو شأن ومكانة في الدنيا والآخرة، وبينت لها من صفاته ما يثبتها ويهيئها، وعندما كانت مريم عليها السلام في يوم بعيدة عن أهلها أرسل الله إليها جبريل عليه السلام على هيئة رجل سوى، يبشرها بأنها ستنجب ولد، فما كان منها إلا العجب والاستغراب، وكان المنادي جبريل على الأظهر، ثم ذكر الله عز وجل لنا شيئا مما حدث بعد ذلك، وأنجبت السيده مريم عليها السلام السيد المسيح، وعاش عيسى وأمه في منطقة قد هيئها الله لهما كرامة منه وعناية ولطفا، ذات مكان مرتفع، من صفاته أنه ذو قرار، أي مكان مستو فيه الثمار وما يدعو للاستقرار فيه، ومعين، أي ماء جار على وجه الأرض، وأما تحديد المكان، فمختلف فيه، فقيل هو الرملة في فلسطين.

 

وقيل هو بيت المقدس، وقيل هو دمشق، وأيّا يكن، فالله عز وجل قد اصطفاه وهيأه لمهمة عظيمة، فقد كان بنو إسرائيل في الضلال غارقين، وعن دعوة نبى الله موسى عليه السلام منحرفين، فكان عيسى عليه السلام رسولا إليهم مصدقا لما بين يديهم، داعيا إلى الحق وإلى صراط مستقيم، وقد أيد الله تعالى، عبده ورسوله عيسى عليه السلام بآيات باهرة، ومعجزات ظاهرة، تأييدا وتصديقا، وكما هو شأن بني إسرائيل مع رسلهم السابقين، فقد كذب عيسى أكثرهم، وما آمن معه إلا قليل، وإن نبى الله عيسى عليه السلام هو رسول من عند الله تعالى وقامت دعوته على توحيد الله، فالرسل جميعا دعوا إلى ذلك، وفي رسالة نبى الله عيسى التصديق بمن سبقه من الرسل وما نزل من الكتب، وفي رسالته عليه السلام، التبشير برسول يأتي من بعده يخلص الناس من الضلال.

 

وفي رسالته عليه السلام، الحكم بين الناس بما علمه الله من الحكمة، وفي رسالته عليه السلام نسخ بعض الأحكام الشرعية التي كانت قبله تخفيفا، وفي رسالته عليه السلام لا وساطة بين الخالق والمخلوق في الدعاء والعبادة، وفي رسالته عليه السلام القيام بالعبادات، وفي رسالته حسن المعاملة والأخلاق الفاضلة، وفي رسالته الرحمة لمن أرسل إليهم، فهذا هو سيدنا المسيح عيسى بن مريم بنت عمران، روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وآخر أنبياء بني إسرائيل، وهو عيسى بن مريم نسبه إلى أمه لأنه مولود من غير أب، وقد قيل أنه سُمي المسيح لمسحه الأرض، وهو سياحته فيها، وفراره بدينه مِن الفتن في ذلك الزمان، لشدة تكذيب اليهود له، وافترائهم عليه وعلى أمه، عليهما السلام، وقيل لأنه كان ممسوح القدمين، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال.

 

قال النبى صلى الله عليه وسلم ” رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى، فأحمر، جعد، عريض الصدر” رواه البخارى وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” الأنبياء إِخوة لعلات، ودينهم واحد، وأمهاتهم شتى، وأنا أَولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، سبط كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويعطل المِلل حتى تهلك في زمانه المِلل كلها غير الإسلام، ويُهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب، وتقع الأَمنة فى الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعا، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان والغلمان بالحيّات، لا يضر بعضهم بعضا.

 

فيمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم يتوفى، فيُصلي عليه المسلمون ويدفنونه” وأن أولى الناس بعيسى هو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فهو القائل أنا أولى الناس في الأولى والأخرة، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” أنا أولى الناس بابن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي” رواه البخاري، فيجب علينا جميعا الإيمان بعيسى عليه السلام لأن الإيمان به هو من الإيمان بالله، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة البقرة ” آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ” وهكذا فإن الإيمان برسالة نبى الله عيسى عليه السلام يوجب دخول الجنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى