مقال

نبي الله داود عليه السلام ” جزء 7″

نبي الله داود عليه السلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع نبي الله داود عليه السلام، وحق على العاقل أن يعرف زمانه، ويحفظ لسانه، ويقبل على شأنه وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في إحدى ثلاث زاد لمعاده ومرمة لمعاشه ولذة في غير محرم، وعن أبي شهاب قال، قال داود عليه السلام، الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، فأوحى الله إليه إنك اتعبت الحفظة ياداود، كيف يكتبونها وبأي صيغة يصيغونها ولما نزل عليه قوله تعالى ” اعملوا آل داود شكرا” فقال داود عليه السلام يارب كيف اشكرك والشكر نعمة منك يعنى كونك عرفتني طريق الشكر فهو نعمة فإذا بالنداء الإلهي يقول له ” ياداود الآن قد شكرتني علمت أن النعمة منى” فاعتراف العبد بأن هذه النعم التي تغمره هي من عند الله تبارك وتعالى فهذا أعظم انواع الشكر ولذلك قال تعالى ” لئن شكرتم لأزيدنك”

 

ويقول تعالى ” وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين” وفي توضيح معنى هاتين الآيتين قال ابن مسعود رضى الله عنه كان ذلك الحرث كرما قد نبتت عنا قيده، نفشت فيه غنم القوم والنفش يكون بالليل، والهمل أو الإهمال يكون بالنهار، وقول ابن مسعود كرم يعنى حديقة انبتت عناقيدها فأفسدته الغنم فكان حكم داود أن قضى بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان غير هذا يابنى الله قال وما ذلك ؟ قال تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان، وتدفع الغنم غلى صاحب الكرم فيكون لهم أولادها والبانها ومنافعها حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الغنم إلى صاحبها ودفع الكرم إلى صاحبه فقضى داود بهذا الأمر.

 

والروايات كثيرة لكن نكتفى بهذا، وقد تزوج النبي داود عليه السلام عليه السلام من تسع نساء، وهم معكة بنت تلماي، ومجيث وأبيطال، وأبيجال الكرملية، وعجلة، وميكال ابنة شاول، وأخينعوم البزرعيلية، ومقلة بنت تلماي، ويتشوع بنت عميئيل، وأما عن ميكال ابنة شاول وهي الزوجة الأولى للنبي داود عليه السلام، وكان مهرها مائة غلفة من غلف الفلسطانيين، ولكنه أعطى مهرا لأبيها شاول مائتي غلفة من غلفهم، كما ذكر في سفر صموئيل الأول، بالرغم من استهزاء الملاحدة من هذا المهر، وقولهم أكان شاوول يريد أن يسوي من هذه الغلف جميلا ويعيطه ابنته في الجهاز، أم كان غرضه شيئا آخر، وأما عن قصة ارتباط نبى الله داود عليه السلام بزوجته ميكال وهى أنه عندما كان في الثالثة عشرة من عمره خرج يرعى أغنام أبيه، وأصبح يراقب إخواته الذين خرجوا للقتال.

 

في جيش طالوت ضد جيش جالوت، وعندما تبيَّن أن جند جالوت يكثرهم عددا، لم يجرؤ أحد على قتال جالوت سوى النبي داود عليه السلام، ولكن طالوت لم يوافقه فأصر عليه داود، ثم سمح طالوت للنبي داود عليه السلام بقتال جالوت مكرها، وكان النبي داود عليه السلام يرمي بالمقلاع ويصيب الأهداف ويعود سبب ذلك أنَه كان راعيا للأغنام، وهزأ به جالوت ولكن انتصر داود عليه السلام فسقط جالوت قتيلا بسهام داود عليه السلام، وانهزم في المعركة وفرَّ جيشه هاربا، وانتصرت القلة المؤمنة على الكثرة الباغية، وبعد انتصار النبي داود عليه السلام، أراد طالوت أن يكرمه فزوجه ابنته الوحيدة ميكال، وكانت الزوجة التقية الصالحة الوفية البارة المخلصة، وقد أنجب نبى الله داود عليه السلام ذكورا وإناثا وهم كجبار، واليشامع، وأليفالط.

 

ونوجه، ونافج، ويافيع، واليشاماع، وإلياداع، وإلينلاط، وشمعا، وشويا، وناتان، وسليمان، ويثرعام، وشفطباة، وأودنياة، وأبشلوم، ودانيال، وأمنون، ترادف نعم الله على عباده عامة وعلى أنبيائه وأوليائه خاصة لا ينكره إلا جاحد، وقد خص الله نبيه داود بمزيد من فضله وظهر ذلك واضحا في المظاهر الآتية، أنه سخر الله له الجبال والطير تردد معه ذكره وتسبيحه، وقد ألان في يده الحديد فصار كالعجينة يصنع منه ما يشاء، وقد يسر له تلاوة الزبور، وآتاه الملك فجمع له الخيرين خير الدنيا والآخرة، وقد أنعم عليه بالقوة في البدن والحكمة في الرأس والعدل في الحكم، وقد أنعم عليه بالذرية الصالحة “وورث سليمان داود” وكذلك فإن شكر النعمة يمنعها من الزوال ويجلب المزيد، ويمنع النقمة، وبهذا قضى العزيز الحميد، فقال سبحانه ” وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى