مقال

عاتكة بنت زيد ” جزء 2″

عاتكة بنت زيد ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع عاتكة بنت زيد، وكان قد نزل حفرته عمر بن بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، وأخوه عبد الرحمن بن أبي بكر وكان يعد من شهداء الطائف، فلما مات عنها عبد الله بن أبو بكر، تزوجها عمر بن الخطاب، وعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال كانت عَاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل تحت عبد الله بن أبي بكر الصديق، فجعل لها طائفة من ماله على أن لا تتزوج بعده، ومات فأرسل عمر بن الخطاب إلى عاتكة، وقال لها إنك قد حرّمت عليك ما أحل الله لكي فردي إلى أهله المال الذي أخذته وتزوجي ففعلت فخطبها عمر بن الخطاب ثم فنكحها، وعن علي بن زيد أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن أبي بكر فمات عنها واشترط عليها أن لا تزوج بعده، فتبتلت وجعلت لا تزوج، وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبى.

 

فقال عمر بن الخطاب لوليّها اذكرني لها، فذكره لها فأبت عمر أيضا فقال عمر زوّجنيها فزوّجه إياها فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها فنكحها، فلما فرغ قال أفّ أفّ أفّ، أفف بها، ثم خرج من عندها وتركها لا يأتيها فأرسلت إليه مولاة لها أن تعالى فإني سأتهيأ لك، وهي فى الأصل ابنة عم عمر بن الخطاب، حيث يعتبر الخطاب بن نفيل والد عمر بن الخطاب عم زيد بن عمرو بن نفيل والدها، وأخاه لأمه أيضا، وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه، وكانت عادة في الجاهلية، وكان لها من نفيل أخوه الخطاب، والسيد عاتكله قد سلمت وهاجرت وكانت من حسان النساء وعبادهن، وتزوجها عبد الله بن أبي بكر وقتل عنها في غزوة الطائف مع رسول الله، وتزوجها بعده الخليفة عمر بن الخطاب وقتل عنها.

 

والسيده عاتكه بنت زيد كان أخوها لأبيها هو سعيد بن زيد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، وقبل أن يدخل النبي دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها، كان أبوه زيد من الأحناف في الجاهلية، فلا يعبد إلا الله ولا يسجد للأصنام، وكان سعيد بن زيد زوجته هي أخت عمر بن الخطاب، فاطمة بنت الخطاب والتي كانت سببا في إسلام عمر بن الخطاب، وكان سعيد من المهاجرين الأولين، وكان من سادات الصحابة، وقد شهد سعيد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، إلا غزوة بدر، حيث بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، هو وطلحة بن عبيد الله رضى الله عنهم، للتجسس على أخبار قريش، فرجعا بعد غزوة بدر.

 

فضرب لهما النبي صلى الله عليه وسلم، بسهمهما وأجرهما، وشهد معركة اليرموك، وحصار دمشق وفتحها، وولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فكان أول من عمل نيابة دمشق من المسلمين، وتوفي بالعقيق سنة إحدى وخمسين للهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وحُمل إلى المدينة، وغسله سعد بن أبي وقاص وكفنه، وكانت السيده عاتكه بنت زيد عندما مات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تزوجها الزبير بن العوام وهو ابن عمة الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عمته هى السيده خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، والزبير هوأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من سل سيفه في الإسلام.

 

وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلا، وقتل عنها، ثم تزوجها محمد بن أبي بكر وقتل عنها في مصر على يد معاوية بن خديج بن جفنة السكوني، ويقال أن الحسين بن علي بن أبي طالب قد تزوجها بعد الزبير بن العوام وقتل عنها في كربلاء، ويقال خطبها مروان بن الحكم بعد الحسين فقالت ما كنت متخذة حمى بعد رسول الله، حتى قالت لا أتزوج بعد ذلك إني لأحسبني لو تزوجت جميع أهل الأرض لقتلوا عن آخرهم” وقيل “من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة بنت نفيل” وقد ماتت السيده عاتكه بنت زيد في أول خلافة معاوية بن أبى سفيان في سنة واحد وأربعين هجرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى