مقال

نبي الله أيوب عليه السلام ” جزء 6″

نبي الله أيوب عليه السلام ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع نبي الله أيوب عليه السلام، وأنه عليه السلام أوصى إلى ولده حومل، وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل فالله أعلم، وإن فى قَصصِ الأنبياء والرسل الخاصة بهم أو مع قومهم ” عبرة لأولى الألباب ” فهى عبرة لأهل العقول الراجحة، وهم أهل الخير الذين تنالهم بالاقتداء الكرامة، أما أهل الشر المصرين على شرهم فتنالهم الإهانة، ومن فعل مثل فعلهم ناله ما نالهم من كرامة أو إهانة، والقرآن الذي قص الله به عليكم من أنباء الغيب ما قص ما كان حديثه مختلقا، وإنما هو تصديق للكتب السابقة، يوافقها ويشهد لها بالصحة، ويفصل كل شئ يحتاج إليه العباد من أصول الدين وفروعه، ومن الأدلة والبراهين، وهو هدى ورحمة لقوم يؤمنون، فإنهم بسبب ما يحصل لهم به من العلم بالحق.

 

وإيثاره يحصل لهم الهدى، وبما يحصل لهم من الثواب العاجل والآجل، الرحمة، وإن نبى الله أيوب عليه السلام هو الشخصية الرئيسية في سفر أيوب في الكتاب العبري ويعتبره الكتاب العبري نبيا، وقد ورد ذكره في القرآن وهو أيضا دائما ما يضرب به العرب المثل في الصبر فيقولون ” يا صبر أيوب ” ويُعتبر نبى الله أيوب عليه السلام هو أحد أنبياء الأديان الإبراهيمية، اليهودية، والمسيحية والإسلام ” وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ” فيقول البشر عن صبر أعظم الصابرين، إنه كصبر أيوب، إذ ذهب أيوب مثالا على الصبر فى كل زمان، وقد ذكر الله سبحانه وتعالي قصة نبى الله أيوب عليه السلام وابتلاء الله له بأنواع المحن إذ دعا ربه بخشوع وتضرع ، فقال يارب أني قد نالني البلاء والمرض والشدة والكرب العظيم.

 

فكان له مال كثير وأولاد، أذهب الله المال وأهلك الأولاد فصبر سيدنا أيوب ، ثم سلط الله سبحانه وتعالى المرض والبلاء الشديد علي جسمه فصبر أيضا وحين مر عليه قومه قالوا ما أصابه كل هذا إلا أنه ارتكب الذنوب العظيمة، فقال لهم أيوب إن بى قلبا شاكرا وحامدا لله وجسدا على البلاء صابرا، عندئذ تضرع إلى الله عز وجل وتوسل إليه أن ينجيه من هذا العذاب فكشف الله عنه ضره، وحين قال يارب أنت أرحم الراحمين فارحمني ووصف نفسه بالضعف والعجز ووصف ربه القادر بالرحمة، أجاب الله تضرعه وقبل دعاءه وأزال ما أصابه من ضر وبلاء ” وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين” ويقول ابن مسعود رضي الله عنه لقد مات أولاده السبعة من الذكور ومثلهم من الإناث، فلما عوفى ولدت له زوجته سبعة بنين وسبع بنات.

 

وعوضه الله خيرا، ولقد فعل الله به ذلك من أجل رحمته به بعد امتحانه وابتلائه ليكون عبرة لغيره من المؤمنين المتقين الصالحين ليصبروا كما صبر نبى الله أيوب عليه السلام، ويقول بعض العلماء أن أيوب عليه السلام مكث فى البلاء ثماني عشرة سنة، وكان الشيطان كلما يرى أيوب عليه السلام شاكرا لله يزداد غيظه، بعد أنحدار أيوب من قمة الثراء إلى شدة الفقر، وقد شكر نبى الله أيوب ربه وخر ساجدا له وقال إن الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، فلم يجد الشيطان أمامه إلا أولاد أيوب فأباحهما الله له لكى يثبت الله له أن أيوب عبد مؤمن خالص الإيمان، فمات أولاد أيوب جميعا، وهنا سجد لله، وقال فله الحمد معطيها وسالبها، وعاد الشيطان يدعو الله ويقول إن أيوب لم يزل صابرا لأنه معافى فى جسده ولو أنك سلطتني يارب على بدنه.

 

فسوف يكف عن صبره، ونزل المرض على جسد أيوب وظل على صبره وشكره لله تعالى، يحمد الله على أيام الصحة ويحمده سبحانه وتعالى على بلاء المرض، فهو يشكر الله في الحالتين، فإزداد غيظ الشيطان فلم يعرف ماذا يفعل فهو يريد إغواء نبى الله أيوب وإخراجه من صبره وشكره لله بأى طريقة، وعندما يئس من إغواء نبى الله أيوب عليه السلام فقد فكر الشيطان أن يملأ قلب إمرأة أيوب باليأس، حتي ذهبت إلى زوجها، وقالت له حتى متى يعذبك الله، فأين المال والأولاد والصديق والرفيق وأين شبابك وعزك القديم، لو دعوت الله عز وجل رحمك مما أنت فيه، فقال لها كم لبثنا في الرخاء، فقالت ثمانين سنة، فقال لها أيوب عليه السلام إني لأستحي من الله أن أدعوه وما مكثت في بلائي المدة التي مكثتها في رخائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى