مقال

المثلية وسننها وأيامها السوده

جريدة الاضواء

حماد مسلم يكتب عن
المثلية وسننها وأيامها السوده
…… ……
أثبتت عدة دراسات حديثة أن المثلية الجنسية لها علاقة جينية، وتعتبر الجينات المسؤولة عن الميول الجنسي من أحد أسباب هذا التوجه، فوفقاً لدراسة أجريت عام 2009، هناك أدلة كثيرة تدعم تأثر التوجه الجنسي بالعوامل الجينية، وتقول هذه الدراسة أن الإناث ذوات الأقارب المثليين من ناحية الأم تكون خصوبتهن عالية مما يزيد من نجاحهن التناسلي، وبالتالي يزيد احتمال أن يرث جينات المثلية بعض الأفراد في الأجيال اللاحقة.
وفي دراسةٍ أخرى اتضح أن التوأمان المتماثلان يتشابهان بالتوجه الجنسي أكثر من المتغايران أو غير المتشابهان، بحيث إذا كان أحد التوأمين مثلياً فاحتمال أن يكون الآخر مثلياً أيضا هو 52% في حال كانا توأمان متطابقان، أما اذا كانا توأمان غير متطابقان فتصبح النسبة 22%، ومن هنا يتضح أمامنا كيف أن للجينات عاملا في التسبب بالمثلية الجنسية.
في شرق آسيا كانت المثلية تتردد وواردة منذ أقدم ما سجل التاريخ، وذكرت أدبياً في العديد من الأعمال الصينية، وذكرت متعتها وتأييدها في الأدب المينغي وبدأت تظهر معارضتها في الصين في فترة مملكة تانغ. وفي اليابان وثقت لأكثر من ألف سنة وكانت جزءاً من الحياة الرهبانية البوذية وتقاليد الساموراي ومُجدت هذه العلاقات في الفن الأدبي التصويري، لكن في شرق آسيا اليوم تعد المثلية مسموحة في ما يقارب 20 دولة وتعتبرها قانونية.
المثلية الجنسية في الصين القديمة
صورة من الحضارة الصينية القديمة
في جنوب آسيا وردت أيضاً العلاقات المثلية، وفي الهند بالتحديد وردت قصص تصور الحب بين أشخاص وملوك وملكات من نفس الجنس، لم يكن هذا السلوك مقبولا لكنه اعتبر مخالفة بسيطة. أما في الشرق الأوسط، فقد ورَد أيضا السلوك المثلي في القصة التوراتية دافيد وجوناثان مثلا، وفي الدولة الصفوية التي أسسها اسماعيل الصفويّ (1501-1723) كانت بيوت الدعارة المثلية معترف بها قانونياً وتدفع الضرائب، وفي المجتمع الآشوري أيضا كانت شائعة ولم تكن ممنوعة وكان هناك أيضاً كهنة آشوريين مثليين.
وجدت أيضاً أعمال أدبية عربية في العصر العباسي كانت تتضمن المثلية فالشاعر أبو نواس مثلا كان يُثني في قصائده على الجمال الخنثوي، وكان هذا النوع من الأدب قد بدأ باللغة العربية ثم الفارسية فالتركية والأردية، وقد تناول محمد النغزاوي الجنس المثلي كجزء طبيعي من النشاطات الجنسية لدى الإنسان، حتى أن الدولة العثمانية قد شرعت المثلية عام 1858 حتى الآن في تركيا الحديثة.
أما أوروبا وفي روما بالتحديد بقي الشباب الذكور محور الاهتمام الجنسي لدى الذكور، وكان للأباطرة شركاء ذكوراً فيما عدا كلوديوس، وفي عصر النهضة اشتهرت إيطاليا بالحب المثلي وكانت تقام علاقات مثلية أحياناً بشكلٍ علنيّ لكن السلطات كانت تعدم وتعاقب نسبة كبيرة منهم، حيث كانت معظم أوروبا منذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر تعاقب المثليين بالإعدام، لكن أوروبا اليوم تعتبر المثلية ميول جنسي عادي لا يُعاقب عليه الفرد.
أما في الأمريكتين وإفريقيا فقد وثقت حالات و سلوكيات مثلية وكانت مرفوضة على الأغلب، بالنسبة لإفريقيا اليوم؛ بعض الدول تقر بالمثلية وبعضها الآخر ترفضها رفضاً تاماً، أما بالنسبة للأمريكتين فالزواج المثلي في الولايات المتحدة وكندا مسموح به ولا يعاقب عليه القانون، أما جنوب أمريكا أيضا تسمح نصف دولها بزواج المثليين والقليل منها لا يعترف بالزواج لكن لا يعاقب على العلاقة المثلية.

المثلية والأديان ونظرة عامة:
جميع الأديان الإبراهيمية بأغلب طوائفها تحرِّم المثلية الجنسية بشكل قطعيّ وتصل عقوبة هذا الفعل بدايةً من النبذ حتى الإعدام. وفي أوروبا قبل عصر النهضة قد تم إعدام الكثير من المثليين إستناداً لأسس دينية، والجدير بالذكر أن الدين الإسلامي بإجماع الطوائف والمذاهب كلها يقضي أن المثلي يجب أن يقتل كما قال النبي محمد: ”من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى