مقال

الأمن وضروريات الحياة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأمن وضروريات الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 15 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لقد تنوعت عبارات السلف في ذم الدنيا والتحذير من خطرها لدقيق فهمهم وزكاء نفوسهم وقوة بصيرتهم وكبير تعلقهم بالآخرة قال جندب البجلي رضي الله عنه حب الدنيا رأس كل خطيئة، وهذا محمول على الحب المحرم الذي يصد عن ذكر الله ويفضي إلى المعاصي ويفتن قلب المؤمن وعمله أما الحب الذي لا يطغي ولا يلهي فلا يؤاخذ عليه المؤمن وليكن على حذر منه، وقال ابن عباس رضي الله عنه‏ “إن الله تعالى جعل الدنيا ثلاثة أجزاء‏ جزء للمؤمن وجزء للمنافق وجزء للكافر فالمؤمن يتزود والمنافق يتزين والكافر يتمتع”‏

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها، وقال الحسن البصري‏ رحمه الله أهينوا الدنيا فو الله ما هي لأحد بأهنأ منها لمن أهانها،‏ وقال الفضيل‏ بن عياض لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والآخرة من خزف يبقى لكان ينبغي لنا أن نختار خزفا يبقى على ذهب يفنى‏، وقال بشر بن الحارث ﻣﻦ ﺳﺄﻝ الله اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻃﻮﻝ اﻟﻮﻗﻮﻑ، وقال رجل لأبي حازم‏ أشكو إليك حب الدنيا وليست لي بدار فقال‏ انظر ما آتاكه الله عز وجل منها فلا تأخذه إلا من حلة ولا تضعه إلى في حقه‏، واعلموا يرحمكم الله إن المجتمع الإسلامى هو مجتمع آمن، وإن الأمن من ضروريات الحياة فليس الأمن بالأمر اليسير أو السهل فهو من ضروريات الحياة فالإنسان لا يمكن أن يعيش بهناء وسعادة وينام قرير العين بدون الأمن.

وإن كثير من العبادات وكثير من الأعمال الصالحة لا يمكن أن تكون بدون الأمن، فالأمن ضرورة حياتيه مثل الطعام والشراب، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره” وقد عني الإسلام بهذا الأمر عناية فائقة واتخذ عددا من الطرق والعوامل لتحقيق الأمن في المجتمع الإسلامي ومنها هو العناية بالفرد وتربيته وتنشئته تنشئه صالحة، لأن المجتمع يتكون من عدد من الأفراد، فإذا كان الفرد المسلم عنده وازع إيماني يعصمه من ارتكاب الجريمة وإيذاء الناس، صار هذا فيه حفظ للمجتمع المسلم من شرور هذا الفرد.

والمجتمع كله هو مجموعة من الأفراد ولذلك نجد أن الإسلام عني بتنشئة البيت المسلم من البداية فوجه الرجل إلى الزواج بذات الدين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأه لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ” وقال صلى الله عليه وسلم “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال بعض أهل العلم إن المرأة إذا اختارت كفئا، واختار الولي كفئا غيره، فيقدّم الذي اختارته، فإن امتنع كان عاضلا، فعلى الأولياء أن يتقوا الله في حق الفتاة، كما أن على الفتاة أن لا تتفرد برأيها، وأن تتفهم مشورة وليّها في القبول والرفض، وأن تكون المصلحة مناط الاختيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى