مقال

خربشات على جدران العقل انظر ماذا كتبت هذه الكاتبة اﻹماراتية.

خربشات على جدران العقل انظر ماذا كتبت هذه الكاتبة اﻹماراتية.

 

فهيم سيداروس

 

من كلمات الكاتبة الإماراتية:شهرزاد.

 

(ساءت ملامح الزمن كثيرا فالجدران التي كنا نلطخها بالطباشير والفحم بفرح أمست تلطخ بالدم بحزن

وقوم لوط أمسينا نطلق عليهم جنس ثالث).

 

والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتي لعنهن الله نطلق عليهن ( بويات ).

 

ونتعامل مع الكبائر على أنها ( حالات نفسية ).

 

ونستهلك الكثير من وقتنا في حوارات مقرفة مع ( بويات ) و ( جنس ثالث )

ومدمني خمر، ومخدرات..

 

وعلماء النفس والإجتماع يناقشون ويحللون…

 

عفواً ماذا تناقشون….

 

رجال يمارسون اللواط ونقول أسباب نفسية!!

 

أبناء يمارسون العقوق بأبشع صورة ونقول أسباب نفسية!!

 

فتيات يمتهن ( الدعارة ) ونقول أسباب نفسية!!

 

وأمست الحالة النفسية شماعة لزمن بشع..

 

في طفولتنا كانت لعبة الألوان وكراسة الرسم متعة ما بعدها متعة

 

فالرسم كان بمثابة (الكمبيوتر والنت والبليستيشن).

 

وفي طفولتنا كانت القنوات التلفزيونية مدرسة من مدارس الحياة وكانت هناك ثوابت لا تتغير بها

كان البث التلفزيوني يبدأ (بالقرآن)

ويليه (الحديث الشريف).

 

ثم أفلام الكرتون التي كنا نطلق عليها (رسوم متحركة).

 

ثم المسلسلات العربية المحترمة والتي كان لا يصلنا منها إلا الصالح

لأن رقابة التلفزيون في ذلك الوقت كانت لاتتجاوز الخطوط الحمراء وكانت تحمل في أجندتها ماتحرص على إحترامه.

 

بدءا بالدين وإنتهاء بالعادات والتقاليد

فكانت مشاهد(العري) تحذف.

 

ومشاهد (الرقص) تحذف ومشاهد (القبلات) تحذف.

 

و ( الألفاظ البذيئة ) تحذف.

 

وكان وقت الأذان مقدس ويليه فترة إستراحة للصلاة.

 

والآن ماذا تبقى من إعلام ذلك الزمان

مشاهد رقصٍ، وعري، وإعلانات مخجلة بدءا (بمزيلات الشعر) وإنتهاء بمذيعات كاسيات عاريات…

 

لينهار من جبال الأخلاق ماينهار إلا من رحم الله..

 

المسلسلات وآخر أنواع المخدرات التي صدرت للوطن العربي

فلا عادات تتناسب مع عاداتنا ولا مفاهيم يتقبلها مجتمعنا

 

فلا يكاد يخلو مسلسل من امرأة حامل تحمل في أحشائها بذرة حرام ونتابع المسلسل، والبذرة تكبر، ونحن نتعاطف مع المرأة..

لأنها بطلة المسلسل التي يجب أن نعيش حكايتها الحزينة، ونترقب الأحداث بلهفة عظيمة، ونتحاور ونتناقش…

هل ستعود إليه أم لا متجاهلين إنها زانية تحمل في أحشائها سفاح ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها.

 

فمسلسل واحد كفيل بأن ينسف بنا من الأخلاق الكثير.

وأصبح التناقض يسري مسرى الدم

ففي الوقت الذي نربي فيه فلذاتنا على الفضيلة والأخلاق.

 

ننسف هذه الفضيلة وهذه الاخلاق أمامهم في جلسة واحدة..

 

لمتابعة مسلسل بطلته حامل من صديقها البطل ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي وننتظر ولادتها بفارغ الصبر..

أتراه زمن يسمية البخت المائلة والنساء المائلات المميلات

 

في الماضي الأجمل كان إبن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتتح البلدان ويتحدى البحر في زمن الغوص من أجل لقمة العيش…

 

وأصبح إبن الخامسة عشر في زماننا مراهق يمر بمرحلة خطرة، ولابد من مراعاة مشاعره، ولابد من الإنتباه إليه وتتبع خطواته حتى لايزل، وإن أخطأ فهو ( حـدث ) ولايعاقبه القانون والمجتمع.

 

إبنة الخامسة عشر في الماضي كانت أم تربي أجيال وابنة الخامسة عشر في الحاضر مراهقة..

إن لم نسخر حواسنا الخمسة في مراقبتها ضاعت.

 

ترى لماذا لم يراهق شباب الزمن الماضي وفتياته

هل المراهقة مرحلة من إختراعنا نحن؟

 

هل نحن من أوجدها وألصقناها في زماننا هذا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى