مقال

أبغض الحلال عند الله” جزء 8″

أبغض الحلال عند الله” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع أبغض الحلال عند الله، فتبقى الزوجة عند زوجها ذات المكانة العالية، والحب العميق فقد أسكنها قلبه، وعبّرت عن ذلك جوارحه، فلا ينافس ذلك الحب سوى محبته والديه بعد محبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم، والزوجة ترغب وتود سماع رأيِ زوجها فيها، ومدحه لها، وثنائه على فعالها، وهذا من حقها حتى لا تحسّ بعطش أو ظمأ في هذا الجانب المهم، فلا تبخل أيها الزوج نحو زوجتك بكلام جميل، وابتسامات متعددة، ومشاعر متنوعة، فهي أحوج إلى ذلك من حاجتها إلى الطعام والشراب، وذلك أن الغذاء المادي يمكنها أن تجده إن فقدته معك، بينما الغذاء العاطفي لا يوجد إلا عندك أنت فقط، وإن جاز للرجل أن تكون له أكثر من زوجة، فلا يجوز لها إلا زوج واحد، وهذا يتطلب من الرجل الانتباه لذلك، وبذل طاقته في أداء واجباته.

 

وتوزيع عواطفه على مستحقيها بعدل دون خلل أو ميل، وهو قادر بإذن الله تعالي، وإن من علامات ندم الزوجة بعد الطلاق تتبعها لأخبار طليقها وحرصها على معرفة أدق التفاصيل عنه وذلك لأنها لا تستطيع التوقف عن التفكير فيه، ولا التوقف عن معرفة كل ما يدور معه من أحداث من شدة ندمها عليه، وإن التفكير في إحياء العلاقة من علامات ندم الزوجة بعد الطلاق، لأنها تريد إصلاح ما أفسدته بيدها وتريد إعادة بناء الكيان الذي ساهمت في هدمه، وهنا قد تتعرض الزوجة لنوبات شديدة من القلق لأنها تفكر بجدية في الرجوع إلى زوجها وذلك دليل قوي على شعورها بالندم بعد الطلاق والإنفصال عنه، وفي بعض الحالات قد يكون من الصعب على الزوجة التخلص من الشعور بالندم بعد الطلاق وبخاصة وهو شعور قد يرافقها للأبد طالما أنها لا زالت تحيا في أجواء الماضي.

 

وهنا يجب أن تعلم الزوجة التي يراودها الشعور بالندم بعد الطلاق أن عليها الإستفادة من ذلك الشعور والعمل على تقويم نفسها والتخلص من مخلفات الماضي والنظر للأمام كي تستطيع البداية من جديد مع زوج آخر أصبحت مهيأة للتعامل معه بصورة سليمة متخلصة من كل عيوبها الخطيرة التي سبب لها شعورها بالندم على الطلاق، وقد تسعى المرأة لسنوات من أجل الحصول على الطلاق لكنها ما أن تحصل عليه حتى تمر بمشاعر متناقضة وفترة صعبة من حياتها حيث تعيش مرحلة جديدة ومختلفة ما بين الحزن لنهاية الزواج والسعادة للخلاص من تجربة سيئة وضغوط المجتمع والقلق على مستقبل الاولاد وأحيانا يكون التأقلم مع الحياة الجديدة أمرا غاية فى الصعوبة، وأن قرار الطلاق قرار صعب على الطرفين سواء الرجل أو المرأة ويتسبب فى حدوث تمزق نفسي.

 

أشبه بتمزق ورقة إلى نصفين وليس صحيحا ما يعتقده البعض أن الزواج إن لم يكن على ما يرام وكان الطرفان يعانيان مشاكل مستمرة فالراحة تتحقق فى الانفصال باعتباره الحل الذهبى حيث يعطى الفرصة لبداية حياة جديدة وسعيد، ولكن الحقيقة مختلفة تماما لذلك لابد من التفكير مرارا وتكرارا قبل الإقدام على خطوة الطلاق لان اصلاح الزواج فى جميع الحالات ممكن لو كل طرف لديه الرغبة فى الإصلاح وهو أفضل بكثير من خطوة الطلاق التى يجب أن يلجأ إليها الزوجان بعد استنفاد فرص الإصلاح والاستعداد للمرحلة النفسية التالية وعدم الاستعجال أو إدانة النفس والإحساس بالفشل، فالذى فشل هو الزواج أو التجربة وليس الشخص نفسه، وأنه فى حالة حدوث الطلاق فان تأثيره على الزوجة يكون أصعب جدا وتكون فى أقسى حالات الألم الداخلى والتمزق.

 

وتصاب بهزة كبيرة فى ثقتها بنفسها وعندما يفقد الفرد ثقته فى نفسه تضطرب شخصيته، فيجب عليها اللجوء لفكرة التفريغ والتنفيس بان تتكلم وتعبر عن نفسها وتتحدث مع شخص محل ثقة بالنسبة لها شرط أن يكون مستمعا جيدا لما يدور فى داخلها ومتقبلا لمشاعرها المختزنة فذلك يجعلها تتغلب على الالم وتتعافى أسرع، وكما ينبغى عليها أن تجاهد نفسها وأن تعود إلى حياتها الطبيعية السابقة بقدر المستطاع فعلى سبيل المثال لابد من العودة للعمل بشكل طبيعى وكذلك العودة للأصدقاء والجيران والاشخاص المحيطة والهزة النفسية وفقدان الثقة فى النفس التى تعقب الطلاق قد تعيق ذلك ولكن لابد من التعامل مع المحيطين وهو أمر قد يحتاج إلى بذل مجهود كبير ولكنه خطوة ضرورية للخروج من محنة أزمة الطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى