مقال

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 7″

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السابع مع سبحان الذي أسري بعبده ليلا، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا جبريل من هؤلاء البيض الوجوه ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء وما هذه الأنهار التي دخلوا فيها فجاؤوا وقد صفت ألوانهم؟” فقال جبريل عليه السلام أما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا ايمانهم بظلم, أي أنهم أخلصوا دينهم لله عز وجل فليس في قلوبهم شيء من شك أو ميل الى الاثم والبغي, فكان ايمانهم نقيا صافيا، وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فقوم خلطوا عملا صالحا, وآخر سيئا, قتابوا فتاب الله عليهم، وأما الأنهار فهي نهر الرحمة, ونهر النعمة, والثالث شراب طهور، وهكذا فقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الدنيا أي السماء الاولي رجلا جالسا تعرض عليه أرواح بني ادم فيقول لبعضها إذاعرضت عليه خيرا ويسربه ويقول روح طيبه خرجت من جسد طيب.

 

ويقول لبعضها أف ويعبس بوجهه ويقول روح خبيثه خرجت من جسد خبيث فقلت من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أبوك ادم تعرض عليه أرواح ذريته فإذا مرت به روح المؤمن سر بها، وقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم منظر أمرأه عجوز عليها من كل زينه فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عنها، قال له لم يبق من الدنيا إلا القليل، ولقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم اقوما يسبحون في بحر من الدم ومع ذلك يلقمون الحجاره فسال عنهم أخاه جبريل عليه السلام فقال هؤلاء أكله الربا أي أنهم يسبحون في الدم وياكلون الحجاره، ولقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم رجالا ونساء في السعير والنار لها دوي في بطونهم تدخل من أدبارهم وتخرج من أفواههم فقلت من هؤلاء يا أخي ياجبريل قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما “إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا”

 

ولقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم نساء باكيات حزينات ينادين فلا تجبن ويتضرعن فلا يرحمن فقلت من هؤلاء يا أخي ياجبريل ؟ قال هؤلاء اللواتي يتزين لغير أزواجهنن ولقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم نساء معلقات من شعورهن ويغلي دماغهن كغلي القدور فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟ قال هؤلاء النساء اللاتي لا يغطين شعورهن من الأجانب، ولقد عرض الله سبحانه وتعالي علي رسوله صلي الله عليه وسلم ثلاث مرائي للغيبه فرأى مره قوم لهم اظافر من نحاس يخدشون بها وجوههم فسأل عنهم فقيل انهم الذين يغتابون الناس وراهم مره اخرى يأخذون قطعا من لحومهم فيأكلونها ورأهم مره ثالثه يأكلون لحما منتا عفنا ويتركون اللحم الشهى الطيب فإن فكل تلك المشاهد التى شاهدها النبي صلي الله عليه وسلم مثل توضيحيه تبين للمؤمن كيف يكون جزاء مثل هؤلاء.

 

وكيف تكون اخرتهم فيبتعدون عنها ولا يرتكبونها ولقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم أيضا قوم تقرض السنتهم وشفاهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شئ فقال ما هذا ياجبريل ؟ فقال هؤلاء خطباء الفتنه فيقول ابن عباس رضي الله عنهما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بقبرين فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “إنهم ليعذبان وما يعذبان في كبيره، أما أحدهم فكان لا يستبرئ من بوله، وأما الآخران فكان يمشي بالنميمه ثم أخذ جريده رطبه فشقها اثنتين وغرز في كل قبر واحده وقال لعله أن يخفف عنهما مالم ييبسا” وقوله صلي الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة نمام” وهذا الحديث يدل علي أن مرتكبي هذه الكبيره يعذب في قبره، وعن أبي هريره رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 

“تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ومن كان ذا لسانين في الدنيا فإن الله يجعل له لسانين من نار يوم القيامه” ويقول الله سبحانه وتعالي “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدك أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفه منتنه فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون الناس” ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “يا من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه في قعر بيته فكن كيف شئت كما تدين تدان واعلم ان الله لك كما ينبغي ان تكون له ولعباده”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى