مقال

أصل البر في الإسلام ” جزء 1″

أصل البر في الإسلام ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن أهل الفرض يصلون الفرائض دون نقصان، وإذا ما غضبوا هم يحسنون، وأهل الفرض يقابلون الحسنة بأحسن منها والسيئة بالحسنة، ويخرجون زكاة المال، وأهل الفرض “يحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه” وأهل الفرض قد يتصدقون وقد يمدون يد العون للمحتاجين، ويسارعون في الخيرات، وتقضى على ايديهم حوائج الناس، وأهل الفرض يسعون لخدمة أنفسهم أولا ثم دينهم ثم أمتهم، وأهل الفضل يضحُون بأنفسهم من أجل دينهم وأوطانهم وأمتهم، وإن أهل الفرض وقافون عند حدود الله، وإن أهل الفضل حافظون لحدود الله عز وجل، وقال الله تعالى فى كتابه الكريم “وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابنى لى عندك بيتا فى الجنة ونجنى من فرعون و عمله ونجنى من القوم الظالمين، ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين”

 

فنرى هنا إن الله سبحانه وتعالى عندما أراد ان يضرب مثلا للذين امنوا رجالا ونساء فلم يذكر اسم نبي أو صحابي او رجل صالح وإنما ضرب المثل بامرأتين وهذا أعظم تكريم للمرأة وهو ان نموذج الإيمان يتمثل في هاتين المرأتين الصالحتين، فالمرأة هى نصف المجتمع وهى التى تربى النصف الاخر وهى الام والاخت والزوجه والابنه ومصدر الحنان والعاطفه فى الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج وجعل بينهما مودة ورحمه، وكما كرم الله الام ووصى بها احسانا فى القرآن فأذا صلحت المرأة صلح المجتمع كله وكانت بمائة رجل وحملت الدين على اكتافها، وقد أمر الله تعالى بالصدق في عدة آيات، وأثنى على الذين يرعون العهد والأمانات، وأخبر بما لهم من الثواب الجسيم.

 

ولقد أنزل الله في شأن الصادقين معه آيات تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فقد ثبت عن أنس أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق ذلك على قلبه، وقال أول مشهد شهده رسول لله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، أما والله لئن أراني الله مشهدا مع سول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع، قال فشهد أحدا في العام القابل فاستقبله سعد بن معاذ، فقال يا أبا عمر إلى أين؟ فقال واها لريح الجنة، إني أجد ريحها دون أحد، فقاتل حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة، فقالت أخته الربيع بنت النضر، ما عرفت أخي إلا بثيابه، فنزلت فنزلت هذه الآية “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ”

 

وإن الصدق مع الله والإخلاص له وحده له سر عجيب في هذه الدنيا وفي الآخرة، فالحذر الحذر من التعامل مع الله بالرياء والكذب، والنفاق والعياذ بالله، وإنه يجب عليك الصدق في أي مكان وفي أي عمل كنت، إن كنت داعية فاصدق الله، وإن كنت كاتبا فاصدق الله، وإن كنت حارسا فاصدق الله، وإن كنت مجاهدا فاصدق الله، وإن كنت موظفا فاصدق الله، مهما كانت وظيفتك فاصدق الله، فان الصدق أصل البر، والكذب أصل الفجور، فعن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال” عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فان الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا ” رواه البخاري ومسلم.

 

وإن من أهم صفات المسلم التي أمر الله تعالى بالتحلي بها الصدق، فيقول الله سبحانه وتعالى فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” ويقول سبحانه وتعالى أيضا فى سورة الأحزاب ” والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ” وإن الصدق يكون في كل أمر من أمور الحياة، ولا يقتصر على الصدق في كلام الناس وأحاديثهم المعتادة، وقد استخدم لفظ الصدق في الكتاب والسنة في معان أخرى عظيمة غير الصدق في كلام الناس وما يتبادلونه من أخبار، فهناك أولا الصدق في إيمان العبد بهذا الدين ابتداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى