مقال

لحظة تفكر…

لحظة تفكر…

 

بقلم عبير مدين

 

التواصل مع الشباب أصبح صداع في راس العديد من الأسر المصرية ، الشباب بعضه سقط في فخ الجماعات المتطرفة و الإرهابية وتجار المخدرات والكثير يعيش فاقد الاتزان بلا هدف يسير كسيارة تسرع على منحدر بلا فرامل، وهناك من كفر بالثوابت الدينية واتجه إلى الإلحاد، وهناك من اتخذ من التحرش وسيلة لإشباع الرغبة أما عن المثلية الجنسية فنحن مجتمع مازال ينكر وجود تلك المشكلة التي أخشى يوما أن تنفجر نتيجة ضغط الظروف الاقتصادية وسط غياب ديني وانعدام رقابة الأسرة

لا ننكر أن البعض وجد طريقه وسار عليه.

والسؤال الذي يطرح نفسه أمام هذا التشعب لماذا وصل الحال إلى ما أصبح عليه ؟ لماذا اصبح التواصل مع الشباب أمر غاية في الصعوبة ؟

في لحظة تفكر أجد مفتاح حل هذا اللغز في كلمة واحدة (الطفل) الكثير من الآباء يخلط بين الرعاية و التربية

الرعاية هي توفير الطعام والشراب والدواء عند الحاجة كل على حسب مقدرته

أما التربية تلك العملية الشاقة التي كانت تقوم على

* دور الأسرة من غرس القيم والعادات والتقاليد والأعراف في شخصية الطفل منذ نعومة أظافره

كيف تربي جيل على احترام الكبير

*ودور المدرسة وقت أن كانت مؤسسة تربوية قبل أن تكون تعليمية غرست اللبنات الاولى في الطفل ليكون كائن اجتماعي يتعامل مع أقرانه

*أما دور الإعلام من برامج هادفة الكثير منا ما زال يتذكر أبلة فضيلة وماما نجوى و الأستاذة عفاف الهيلاوي في برنامجها سنيما الاطفال و اختياراتهم الموفقة وشرح ما يتناسب معنا والتحذير مما لا يتناسب معنا.

كل تلك المنظومة انهارت فجأة

انشغل الوالدان في البحث عن لقمة العيش وتركوا الطفل نزيل دور الحضانة مع كثرة عدد الأطفال يصبح من الصعب على المسؤولين فيها القيام بدور الاسره في غرس القيم والعادات والتقاليد.

عند عودة الطفل للمنزل تنشغل الأم بشؤون الأسرة تاركة طفلها ضحية الألعاب الإلكترونية و برامج الاطفال في التليفزيون أو اليوتيوب بلا رقابة على تلك البرامج التي أصبحت تحمل ثقافة غربية بعيدة عن ثقافتنا الشرقيه أصبحت تزرع في الصغار العنف والانحراف الأخلاقي والعديد من سلوكيات السيئة التي لا تتناسب مع مجتمعنا الشرقي وأدت إلى هذا الإنهيار الأخلاقي الذي يعاني منه الجميع ومنه ظاهرة الطلاق فلم يعد شئ مهم ولا ذو قيمة لنضحي من أجله

ومع تبادل الاتهامات بين الأب والام من المقصر في تربية الطفل خرج جيل مسخ ملامح شرقيه وانحلال أخلاقي وهوس بتقليد الغرب الذي تولى تربيته تحت سمعنا وبصرنا ومباركتنا لم لا والطفلة منشغل لا يزعجنا!

التواصل مع الأبناء يجب أن يبدأ من الطفولة المبكرة لا أبالغ في القول بل منذ أن يكون جنين في بطن أمه

علينا أن تهمس له دائما بعبارات الاشتياق لقدومه وأنه مرغوب فيه علينا أن نستمع اليه منذ للوهلة الأولى التي يصل فيها عالمنا علينا ألا نسخر من كلمة انا عندي مشكلة

عندما يواجه الطفل مشكلة مع أحد من أقرانه استمعوا له باهتمام و ناقشوه شقوا قنوات الاتصال بينكم منذ البداية لا تعنفوهم على كل صغيرة وكبيرة ومثلما عاقبتوهم على خطأ اعطوهم الحافز والمكافأة لعمل الصواب

اطرحوا عليهم بعض مشاكل الأسرة واستمعوا لآرائهم حتى تزرعوا فيهم التعاون والمشاركة والمسؤولية و الديمقراطية ولا تسفهوا رأيهم بل اعلموهم أنه رأي جيد لكن يمكن الأخذ به المرة القادمة او أنه رأي جيد فقط يحتاج إلى بعض الإضافات

لا تستهينوا حتى بأخذ رأي الطفل فيما سنأكله غدا فإن الطفل إن لم يجد من يسمعه في أسرته سوف يبحث عن من يسمعه في الخارج، وقد يجر هذا علينا ويلات كثيرة نحن في غنى عنها

لا اريد ان أطيل عليكم لكن ناقوس الخطر يدق من فترة ونحن نترك علاج الجذور المشكلة و نبحث عن علاج الأطراف

وننتظر الثمار.

التربية ليست تعليمات وأوامر يجب أن تنفذ التربية حوار وفتح قنوات اتصال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى