مقال

أبو عبيدة عامر بن الجرّاح القرشي ” جزء 2″


أبو عبيدة عامر بن الجرّاح القرشي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع أبو عبيدة عامر بن الجرّاح القرشي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة” وفي السنة الثامنة للهجرة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى أرض بَلِي وعذرة في غزوة ذات السلاسل، ووجد عمرو بن العاص رضي الله عنه أن قوة أعدائه كبيرة، فأرسل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يستمده، فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس من المهاجرين الأولين.

 

فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين، فأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددا لعمرو بن العاص رضي الله عنه، فلما قدموا عليه، قال عمرو رضي الله عنه أنا أميركم ، فقال المهاجرون بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال إنما أنتم مددي، فلما رأى ذلك أبو عبيدة رضي الله عنه، وكان حسن الخُلق، متبعا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده، فقال تعلم يا عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي “إن قدمت على صاحبك فتطاوعا” وإنك إن عصيتني أطعتك، ومن زهده رضى الله عنه أنه قد أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه بأربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار، وقال لرسوله انظر ما يصنع؟ فقسّمها أبو عبيدة رضي الله عنه.

 

فلما أخبر عمر رسوله بما صنع أبو عبيدة بالمال، قال “الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا” وكان رضي الله عنه من القادة الذين يستشيرون رجالهم في كل خطوة يخطونها، وعندما تحتشد الروم لاستعادة أرض الشام استشار أصحابه، فأشار عليه الأكثرية بقبول الحصار في حمص، أما خالد فأشار عليه بالهجوم على جموع الروم، ولكن أبا عبيدة أخذ برأي الأكثرية، وعن حذيفة رضي الله عنه قال جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريدان أن يلاعناه، قال فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعلنا، لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، قالا إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا، فقال “لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين”

 

فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “قم يا أبا عبيدة بن الجراح” فلما قام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هذا أمين هذه الأمة” رواه البخارى، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول لما كان يوم أحد ورُمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان من المغفر، فأقبلت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا، فقلت اللهم اجعله طاعة حتى توافينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قد بدرني، فقال أسألك بالله يا أبا بكر إلاَّ تركتني فأنزعه من وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال أبو بكر رضي الله عنه فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنية إحدى حلقتي المغفر فنزعها وسقط على ظهره، وسقطت ثنيَّة أبي عبيدة رضي الله عنه، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية أخرى فسقطت، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم، أى أهتم، وكان رضي الله عنه ممن ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقد أسرع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزع الحلقتين من المغفر اللتين دخلتا في وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بعث أبو بكر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه هلم حتى أستخلفك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن لكل أمة أمينا، وأنت أمين هذه الأمة” فقال أبو عبيدة رضي الله عنه ما كنت لأتقدم رجلا أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى