مقال

الدكروري يكتب عن أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد “جزء 3”

الدكروري يكتب عن أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، ولأم سلمة من الإخوة عامر الذي أسلم يوم فتح مكة، وعبد الله وقد أسلم وهاجر قبل الفتح، والمهاجر أسلم أيضا قبل الفتح ثم كان من قادة المسلمين في حروب الردة، وهي ابنة عم الصحابي خالد بن الوليد وزعيم مشركي قريش أبو جهل عمرو بن هشام، وكما أنها أخت الصحابي عمار بن ياسر في الرضاعة، وهى من السابقين الأولين في الإسلام، وهى كانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، وأنجبت منه أربعة أبناء، وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وقيل إنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة.

 

والظعينه هى المرأة فى الهودج الذى هو على الجمل، ولما توفي أبو سلمة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخذها النبي صلى الله عليه وسلم، معه في عدد من الغزوات، وأخذ برأيها في يوم الحديبية، حيث أنها أشارت عليه صلى الله عليه وسلم، أن لا يكلم أحدا حتى ينحر ويحلق، فكانت توصف بالرأي الصائب، ثم شهدت غزوة خيبر، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قد أخذ الصحابة يسألونها عن الأحاديث النبوية، فقد روت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي سلمة وعن فاطمة الزهراء، وقد روى عنها ابناها عمر، وزينب، وأخوها عامر، وابن أخيها مصعب بن عبد الله، وعدد من الصحابة والتابعين، وكان لما قتل عثمان بن عفان، همت بالخروج إلى البصرة، ولكن نصحتها السيده عائشة بعدم الخروج، ثم توفيت أم سلمة في أول خلافة يزيد بن معاوية.

 

وهي من آخر أمهات المؤمنين موتا، وقد اختلف في سنة وفاتها، فقيل أواخر سنة ستين من الهجره، وقيل في رمضان أو شوال سنة تسع وخمسين من الهجره، وقد صلى عليها سعيد بن زيد وقيل أبو هريرة رضى الله عنهم أجمعين، وأما عن عثمان بن مظعون، وهو أبو السائب عثمان بن مظعون الجمحي وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، وهو أول المهاجرين وفاة في المدينة، وهو أول من دفن في بقيع الغرقد، وكان أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي، واحدا من السابقين إلى الإسلام حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، هو وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح في ساعة واحدة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم ليدعو فيها.

 

وعثمان بن مظعون، هو أخو الصحابيين عبد الله وقدامة ابني مظعون، والصحابية زينب بنت مظعون، وهى زوجة عمر بن الخطاب، وهو أيضا خال عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر، وكانت أمه هى السيده سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، وقد هاجر عثمان مع ابنه السائب الهجرتين إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة عندما بلغه أن قريشا أسلمت رجعوا، ودخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة ثم ردّ عليه جواره، ثم هاجر عثمان إلى يثرب، وآخى بينه وأبي الهيثم بن التيهان، وقد شهد عثمان بن مظعون مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوة بدر، وكان عثمان بن مظعون من أشد الناس اجتهادا في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، في التبتل والاختصاء، فنهاه عن ذلك.

 

وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” أليس لك فيّ أسوة حسنة، فأنا آتى النساء، وآكل اللحم وأصوم وأفطر، إن خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من اختصى أو خصى ” وكما كان ابن مظعون ممن حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية، وتوفي عثمان بن مظعون في المدينة المنورة في شعبان فى السنة الثالثه من الهجره، وهو أول المهاجرين وفاة بالمدينة، وأول من دفن ببقيع الغرقد، وقد ترك من الولد عبد الرحمن والسائب وأمهما خولة بنت حكيم السلمية، وأما صفته، فقد كان شديد الأدمة، كبير اللحية عريضها، ليس بالقصير ولا بالطويل، وأما عن سعد بن خيثمة، فهوصحابي من الأنصار من بني غنم بن السلم من الأوس، بايع النبي صلى الله عليه وسلم، بيعة العقبة الثانية، وكان أحد نقباء الأنصار الإثنا عشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى