مقال

الدكروري يكتب عن الرحلة الأرضية والسماوية ” جزء 2″ 

الدكروري يكتب عن الرحلة الأرضية والسماوية ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الرحلة الأرضية والسماوية، ويطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أهل الجنة ويطلع على أهل النار، ويطلع على أهل الجنة، فيرى رجالا يزرعون ويحصدون، كلما حصدوا عاد الزرع كما كان فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يخلف الله عليهم ما أنفقوا، حيث يقول تعالى ” وما أنفقتم من شيئ فهو يخلفه” وعن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما اللهم أعطي منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعطي ممسكا تلفا” ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا وأقواما ترضخ رؤوسهم بالحجارة قال من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة.

 

فإن الرؤوس والعقول التى كانت تحترم المواعيد البشرية التى تحقق لها المصالح الدنيوية، وهو الذي لا يتأخر عن موعد عمله ابدا، ويستيقظ في الصباح الباكر، ويعود في آخر اليوم، ولكنها تنسى موعدها مع الله تعالى، في موقفها بين يدى الله عز وجل في خمس صلوات، مثل هذه الرؤوس لا وزن لها ولا كرامة عند الله تعالي وتستحق يوم القيامة الرضخ والرمي بالحجارة، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا تفتح أفواههم ويلقي فيها بكرات النار، ويسال من هؤلاء يا جبريل ؟ فيقول هؤلاء الذين كانوا ياكلون أموال اليتامي، وكما ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا ونساءا أظافرهم من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم، فيقول من هؤلاء يا جبريل ؟ يقول هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم، وكما رأى النبي صلى الله عليه وسلم.

 

أقواما يسرحون كما تسرح الأنعام طعامهم الضريع وهو نبت ذو شوك فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ فقال هؤلاء الذين لا يؤدون زكاة أموالهم، ويرى النبي صلى الله عليه وسلم رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا، وبين أيديهم اللحم الطيب النضج، فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء رجال من أمتك، تكون عند أحدهم المرأة بالحلال فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة حتى يصبح، وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه، أما النفس الهابطة فإنها لا تبالي أن يكون الفراش طاهرا أم نجسا، ويرى النبي صلى الله عليه وسلم نساء معلقات من أثدائهن فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء اللواتي يدخلن على أزواجهن من ليس من أولادهن، وإن أجمل ما في الرجل هو غيرته، وأجمل ما في المرأة هو حياؤها.

 

ولكن من علامات قرب الساعة هو زوال ذلك كما جاء في الأثر “إذا كان آخر الزمان رفع الله أربعة أشياء رفع البركة من الأرض، والعدل من الحكام والحياء من النساء، والغيرة من رؤوس الرجال” وإن البعض الآن شغله الشاغل في ليله ونهاره أن يظفر بالنظرة الحرام وباللمسة الحرام وبالمتعة الحرام، وإن النبي صلى الله عليه وسلم عندما بايع نساء مكة على ألا يزنين ولا يسرقن غطت “هند بنت عتبة” وجهها وقالت أو تزني الحرة يا رسول الله؟ واستكثرت أن تبايع على هذا الأمر الذي تستقبحه المرأة الحرة فضلا عن أن تكون امرأة مسلمة، ويصل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الى موضع فوجد جبريل عليه السلام قد وقف، فيصل النبي صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهي، ويقول صلى الله عليه وسلم ونظرت فاذا جبريل كالحلس البالي، فيقول جبريل يا محمد تقدم.

 

فأنت اذا تقدمت اخترقت، وأنا اذا تقدمت احترقت، ويتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا راي النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهي ؟ لآ أحد يعلم، وإنه يعجز الكلام على أن يصف ماكان، ولذلك قال تعالى “اذ يغشى السدرة ما يغشى” ويعود النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الرحلة العظيمة، وترجوه أم هانيء بنت أبي طالب ألا يبلغ الناس بهذه الرحلة، أن يكتفي بأن يذكر أمر هذه الرحلة للمقربين منه، أو لمن يعلم ثبات عقيدتهم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “والله لأحدثنهموه” والله لأخبرهم وان كذبوني، وفي هذا الموقف درس لجميع الدعاة، وهو أن يبلغوا أمانة الله رضي الناس أم غضبوا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه واسخط عليه الناس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى