مقال

الدكروري يكتب عن الإمام يحيي القطان ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام يحيي القطان ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام يحيي القطان، وكان سفيان الثوري يتعجب من حفظه، واحتج به الأئمة كلهم، وقالوا من تركه يحيى تركناه، وقال محمد بن سعد عنه كان ثقة مأمونا رفيعا حجة، وقال عنه العجلي، هو بصرى ثقة، نقى الحديث، كان لا يحدث إلا عن ثقة، وقال أبو بكر بن منجويه، بأنه كان من سادات أهل زمانه حفظا وورعا وفهما وفضلا ودينا وعلما، وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن الثقات، وترك الضعفاء، وقال أبى حاتم بن حبان في الثقات في ترجمة يحيى القطان ومنه تعلم أحمد ويحيى وعلى وسائر أئمتنا، وكان إذا قيل له في علته عافاك الله، قال أحبه إلى أحبه إلى الله، وقال عنه الإمام أحمد بن حنبل لو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى يعني الصّعق، وروى عباس عن يحيى بن معين قَال.

كَان يحيى القطان إذا قرئ عنده القرآن سقط حتى يصيب وجهه الأرض، وقَال ابن معين وجعل جار له يشتمه ويقع فيه ويقول هذا الخوزيّ، ونحن في المسجد، قَال فجعل يحيى يبكي ويقول صدق، ومَن أنا وما أنا، وقال ابن معين كَان يحيى يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه فيُسبّح، وروي أحمد بن عبد الرحمن العنبري عن زهير البابي قال، رأيت يحيي بن سعيد في النوم عليه قميص بين كتفية مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم كتاب من الله العزيز العليم، براءة ليحيي بن سعيد القطان من النار، وروي أبو بكر بن خلاد الباعلي عن يحيي بن سعيد القطان قال كنت إذ أخطأت قال لي سفيان أخطأت يا يحيي، فروي يوما عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم”

فقلت أخطأت يا أبا عبد الله ، قال وكيف هو؟ قلت حدثنا عبيد الله عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم، فقال لي صدقت يا يحيى، اعرض عليّ كتبك، قلت تريد أن ألقى منك ما لقي زائدة؟ قَال وما لقي زائدة؟ أصلحت له كتبَه وذكَرته حديثه، وقال الإمام أحمد إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت، وقال محمد بن أبي صفوان كَان يحيى القطان نفقته من غلته، إن دخل مِن غلته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرا، وإن دخل تمر أكل تمرا، وقال ابن معين إن يحيى بن سعيد لم يفوته الزوال في المسجد أربعين سنة، وقال أبو قدامه السرخسي سمعت يحيي بن سعيد يقول أدركت الأئمة يقولون الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وسمعته يقول أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ .

لأن القرآن أعظم حُرمة، ووسع أن يُقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا، وقال شاذ بن يحيى قَال يحيى بن سعيد مَن قَال أن ” قل هو الله أحد” مخلوق، فهو زنديق والله الذي لا إله إلا هو، وقال الفلاس كان هجيرى يحيى بن سعيد إذا سكت ثم تكلم ويقول يُحيي ويُميت وإليه المصير، وقلت له في مرضه يعافيك الله إنّ شاء الله، فقال أحبّه إليّ أحبّه إلى الله، وقال أبو حاتم إذا اختلف ابن المبارك والقطان وابن عُيينة في حديث، أخذ بقول يحيى بن سعيد، وقال محمد بن يحيى بن سعيد قَال أبي كنت أخرج من البيت أطلب الحديث، فلا أرجع إلا بعد العتمة، وقال عبد الله بن قحطبة حدثنا عباس العنبري قال سمعت ابن مهديّ يقول لما قدم سفيان الثوري البصرة قال لي جئني بمن أذاكره، فأتيته بيحيى بن سعيد، فلمّا خرج قال قلت لك جئني بإنسان جئتني بشيطان.

وقال محمد بن عمرو بن عبيدة العصفري سمعت علي ابن المديني قَال رأيت خالد بن الحارث في النوم، فقلت ما فعل الله بك؟ قال غفر لي على أن الأمر شديد، قلت فما فعل يحيى القطان؟ قَال نراه كما يُرى الكوكب الدري في أفق السماء، وقيل مات يحيى بن سعيد في صفر سنة ثماني وتسعين ومائة من الهجرة، قبل موت ابن عُيينة وابن مهدي بأربعة أشهر، رحمهم الله، وجزاهم عن الإسلام خير الجزاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى