مقال

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع أقبل شهر البر والإحسان، وعن بن عباس رضى الله عنهما قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” رواه البخارى ومسلم، وأيضا ابتعد عن السهر وجرب من الآن النوم مبكرا والاستيقاظ قبل الفجر بساعة أو أكثر تدربا على القيام ومناجاة السحر، وتدرب على تقليل ساعات النوم فإن كنت معتادا على نوم ثمانى ساعات فعود نفسك على ست فأقل دونما إنهاك لصحتك وبدنك ولكن عوض ذلك بنوم ساعة القيلولة، وكذلك التبكير للصلوات المفروضة فى جماعة حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أَبى الزناد عن الأعرج، عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ” الملائكة تصلي على أحدكم ما دام فى مصلاه، ما لم يحدث اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم فى صلاة مادامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة” رواه البخارى، فكيف تفرط فى هذا الأجر العظيم بل كيف بتضييعه في شهر تتضاعف فيه الأجور، فكر مليا الملائكة تصلي عليك وتدعو لك بل أنت في صلاة ما دمت في انتظار الصلاة بل انظر في عظم أجر حتى خطواتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط” رواه مسلم، وأيضا اعتد على عبادات لم تفعلها من قبل، فمثلا قم بقرائة ألف آية ومعنى ألف آية تعنى جزئي عم وتبارك، أو مثلا تبرع بمبلغ من المال.

أو قم بعبادة موجودة أصلا وليست ابتداعا، لم تقم بها قبلا وذلك لكي تعتد على أفعال أو عبادات كبيرة، في رمضان، وحاول أن تصلي على جنازة وأن تتبعها حتى تدفن فأجر ذلك عظيم والأجر يتضاعف في رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم “من تبع جنازة حتى يصلى عليها فإن له قيراطا، فسئل رسول الله عن القيراط؟ قال مثل أحد” ولقوله صلى الله عليه وسلم “من صلى على جنازة فله قيراط، وإن شهد دفنها فله قيراطان والذي نفس محمد بيده القيراط أعظم من أحد هذا” وكذلك ابدء بتنظيم وقتك ومتابعته واجعل لك جدولا تقيم فيه متابعة أهدافك وعبادتك ليس ابتداعا ولكن لكي تجعل عباداتك نصب عينيك والفوز بالجنة بإذن الله، الهدف الأسمى لديك، وأيضا ابتعد رويدا رويدا عن جلسات السمر وإضاعة الوقت واقطع التلفاز وجميع الملهيات هذا فيما كان حلالا.

وأما الحرام فالواجب الابتعاد عنه كليا والتوبة والإنابة وعدم الرجوع إليه، وأيضا للمدخنين نقول لهم بأن رمضان فرصة عظيمة لترك هذه الآفة اللعينة فاعتد من الآن على نبذها وتركها وضع النية الصالحة أنك تتركها لله ثم لتحافظ على صحتك واسأل الله أن يعينك على ذلك، ومن الآن عود لسانك أن يكون حقا رطبا بذكر الله فلا تفتر عن الذكر والاستغفار والتسبيح والتهليل فما أيسرها من عبادة وما أعظم وأكبر أجرها عند الله، وأيضا نظم أعمالك بدءا من شعبان بحيث يكون انشغالك عن العبادة أقل ما يكون في رمضان فرتب مواعيدك وما ترتبط به من أمور وحاول إنجاز الجزء الأكبر منهم في هذا الشهر، وأيضا راجع حفظك أو ابدء في حفظ بعض من السور في شعبان لكي تصلي بها في نوافل رمضان فكم هو سعيد من يصلي ويناجي ربه بآيات يحفظها في صدره.

وكذلك فإنه تزدحم الأسواق ويكثر الهرج فيها في رمضان فانأ بنفسك واقضِ جميع حوائجك من مواد غذائية وملابس للعيد وغيرها بدءا من نهاية شهر شعبان، وحاول أن تضع لمحيطك بالكامل خطة يتبعونها معك في الإعداد لرمضان في محيط منزلك، وعملك، ومسجدك، فيستشعر الناس عظمة هذا الشهر الفضيل بدلا أن ينقادوا خلف دعاة الضلال من مسلسلات ومجون فهم لا يحلو لهم عرض أضخم أعمالهم القذرة إلا فى رمضان، وابحث عن الصغار في عائلتك من هم في عمر سبع سنين فما فوق مثلا، وحفزهم على التعود على الصوم فمثلا لتعودهم بدءا على صوم ربع يوم ثم نصف ثم أكثر ولتكافئهم فإن جاء رمضان أصبح الصوم يسيرا عليهم، فإنه أيام قليلة تفصلنا عن شهر الخير واليمن والبركات، ولم يتبقي من الزمن إلا أيام ويحل علينا شهر رمضان الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى