مقال

الدكرورى يكتب عن مرحبا شهر رمضان ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن مرحبا شهر رمضان ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع مرحبا شهر رمضان، وأما عن الحج فأنه من وضع رجله في الركاب وقال لبيك اللهم لبيك، وكان ماله حراما، يناديه منادى أن لا لبيك ولا سعديك، وحجك مردود عليك، وكذلك الزكاة، وهذه أركان الإسلام الخمس، إن لم يصحبها التزام، وإن لم تصحبها طاعة لله عز وجل، وإن لم يصحبها تقيد بدقائق الشرع لا تنفع، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه، وقد ظلل عليه، فقال” ما له؟ قالوا رجل صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس من البر أن تصوموا في السفر “رواه البخاري ومسلم، وعن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال “يا رسول الله، أجد بي قوة على الصيام في السفر، فهل عليّ جناح؟”

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه “رواه البخارى ومسلم، وعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما قالا “سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم، ويفطر المفطر، فلا يعيب بعضهم على بعض” رواه مسلم، وإن للمعاصي آثار بليغة في قسوة القلوب، وحرمانه من مادة حياته، فإن كنت قد سودت قلبك، ولطخت صفحات حياتك بأدران المعاصي فها هو رمضان، موسم عظيم ، يمنحك صفحة بيضاء تغسل بها قلبك، وتجدد فيها حياتك، فهيء قلبك من الآن، وإياك أن تجعل أيام رمضان كأيامك العادية، بل اجعلها غرة بيضاء في جبين أيام عمرك، فقال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما” إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب، والمحارم ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك، ويوم فطرك سواء”

فإذا كنت قبل رمضان كسولا عن شهود الصلوات في المساجد، فاعقد العزم في رمضان على عمارة بيوت الله، عسى الله تعالى أن يوفقك لذلك حتى الممات، وإذا كنت شحيحا بالمال، فاجعل رمضان موسما للبذل والجود، فهو شهر الجود والإحسان، وإذا كنت غافلا عن ذكر الله تعالى، فاجعل رمضان أيام ذكر ودعاء، وتلاوة لكتاب ربك تعالى، فهو شهر القرآن، فقال الحسن البصري رحمة الله” إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته، ولكن كيف نجمع بين التفرغ للعبادة والتلاوة والجو الدراسى، فإن هناك أشياء تحتاج إلى بذل في هذه الدراسة، وقد يكون هناك امتحانات أيضا في رمضان، ولذلك فإن هناك أمور لا بد أن تقوم بها حقيقة، مثل المذاكرة قبل الامتحانات، وحل الواجبات.

لكن بطبيعة الحال الحصص الدراسية أقصر، وأوقاتها تختلف نوعا ما، وهذا مما يفترض أنه يعين على التفرغ أكثر للعبادة، بعض الناس ربما ينتقدون علينا نحن المسلمين يقولون أنتم الإنتاجية عندكم في رمضان تنزل، نقول نحن نعم، الإنتاجية الدنيوية عندنا تنزل على أساس أن تكون الإنتاجية أكثر في أمور الآخرة، لكن متى يكون العيب علينا نحن المسلمين؟ إذا كان تنزل الإنتاجية في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة، فأمور الآخرة ما زادت، وأمور الدنيا نزلت، وأنت الآن بمناسبة رمضان لا تتوقع أن يكون النشاط مثل ما هو بغير رمضان وهذا طبيعي الإنسان إذا أراد أن يتفرغ للعبادة في رمضان لا بد أن تتأخر الدنيا قليلا، فليس من العيب أن يقل الإنتاج في رمضان، وليس عيبا، وإن مطالبة الناس أن يكون إنتاجهم الدنيوى في رمضان مثل خارج رمضان ليس سليما.

لكن المشكلة أنهم لا في هذا ولا في هذا أحيانا، وإن بعض الناس هذه هي المصيبة، وإلا الدنيا والآخرة ضرتان إن أرضيت إحداهما أسقطت الأخرى، وهذه معروفة واضحة، وأيضا كيف يصلي المسافر إذا قصر مع جماعة تصلي المغرب وهو يريد العشاء؟ فإذا كان الإمام مقيما فإنه إذا كان يصلي المغرب فعليه أن يتم وراءه، ولو صلى العشاء يصليها أربعا، وإذا كان الإمام يصلي العشاء وأراد أن يصلي وراءه المغرب، فإنه يقعد بعد الركعة الثالثة، وينتظر الإمام يسلم فيسلم معه، وهذا هو الأحسن، وقيل أيضا هل جميع الشياطين تصفد في رمضان؟ فقال بعض العلماء أن التصفيد خاص بالمردة، وهم العتاة والطواغيت من الشياطين، وهم كبار الشياطين ورءوس الشياطين ولكن لو صُفدت كل شياطين الجن باقي شياطين الإنس موجودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى