مقال

الدكروري يكتب عن التنافس في أعمال الخير” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التنافس في أعمال الخير” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثالث مع التنافس في أعمال الخير، ولن ينال أحد رضوان الله عز وجل ولن يدخل جنته ولن يسعد في حياته وبعد مماته إلا بعبادة الله تبارك وتعالى، وللعبادة خُلق المكلفون، فقال الله تعالى ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” ولرضا الرب عز وجل بالعبادة وفرحه بها وكثرة منافعها للمكلفين، وعموم بركاتها، وسبوغ خيراتها في الدارين أمر الله بها في الليل والنهار وجوبا أو استحبابا، مقيده أو مطلقة، ليستكثِر منها السابِقون، وليلحق بركب العباد المقصرون، وكمال العبادة هو كمال محبة رب العالمين، وكمال الذل والخضوع للمعبود سبحانه، مع موافقة هديى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن من أبواب الخير هو بر الخالة، وإن الخالة بمنزلة الأم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رجل يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟

قال “هل من أم لك؟ قال لا، قال “فهل لك من خالة؟ قال نعم، قال “فبِرها” رواه الترمذى، ومن لم يجد مالا يتصدق منه فليعمل بيده وينفع نفسه ويتصدق، فعن سعيد بن أبي بُردة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “على كل مسلمٍ صدقة” قيل أرأيت إن لم يجد؟ قال “يعتمل بيديه، فينفع نفسه، ويتصدق” قيل أرأيت إن لم يستطع؟ قال “يعين ذا الحاجة الملهوف” قيل له أرأيت إن لم يفعل؟ قال “يمسك عن الشر فإنها صدقة” رواه مسلم، ألا ما أعظم نعم رب العالمين على العباد، وما أكثر أبواب الخيرات، وما أجل أبواب الحسنات، فاعمل بإخلاص واتباع للهديى النبوى ولا تزهدن في أى عمل صالح ولو كان قليلا، ولا تحقرن السيئةَ ولو كانت صغيرة فإن لها طالبا وحسابا، واحرص على المسابقة إلى الخيرات، لتكون من الموعودين بالدرجات العلى.

وإياك والتأخر عن الأعمال الصالحات، والتكاسل عن فعل الخير، فتعاقب بالتأخر عن رتبة الفائزين، وقد تعاقَب بدخول النار مع الداخلين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله” وفي رواية “لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله في النار” فكونوا على الحق أعوانا، وبأخوة الإسلام إخوانا، وتمسك أيها المسلم بالنصيحة، وهي محبة كل خير ونصرة وعز وتأييد للمنصوح له، والنصيحة شأنها عظيم، فعن أبى تميم الدارى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة” قلنا لمن يا رسول الله؟ قال “لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم” رواه مسلم، ومن حقوق المسلمين على المسلم هو الاهتمام بأمورهم، والقيام بحقوقهم، وإحاطتهم بالدعاء والحرص على ما ينفعهم، وكف الأذى والضرر عنهم.

ققال النبي صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يوقر الكبير، ويرحمِ الصغير، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا “مثَل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى” فإن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين، لذلك فقد أوصى الإسلام الحنيف الإنسان أن يفعل الخير مع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، وإن غايات الناس مختلفة، وأهدافهم شتى فمنهم من تتحكم فيه الأنا والشهوات، كالجاه والتجبر والعلو في الأرض بغير حق.

أما الإيمان فإنه يجعل وجهة المؤمن، متجهة إلى فعل الخير والمسابقة إليه، لذلك يجب أن يكون شعار المسلم وغاية المسلم في الحياة، فقال تعالى “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وإن من أهداف العمل الخيرى، هو إرضاء الله، والحصول علي الأجر والثواب، وأيضا دعوة الناس إلى الإسلام، وإن فعل الخير بما يضمن للآخرين حق الحياة الكريمة، والتنمية ومساعدة الآخرين، وكذلك نشر قيم التضامن والتسامح والتعاون، وإن دعوة الإسلام كانت دائما إلى فعل الخيرات والمسارعة إليها، حتى تكون رصيدا تسمو بالإنسان، وتصل به إلى أعلى الدرجات، لأن الشمس لا تنتظر أحدا، والزمن يمضي سريعا، والوقت هو الفرصة الذهبية التي وهبها الله للإنسان، ليعمرها بالخير والصلاح والفلاح، وإن البطء والتثاقل والتروى والتأني ينبغي أن يكون بعيدا عن عمل الآخرة لأن عمل الآخرة طريق صحيح، لا يحتاج إلى تأمل وتفكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى