مقال

الدكروري يكتب عن الإمام حمّاد بن زيد ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام حمّاد بن زيد ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام حمّاد بن زيد، وقال عبد الرحمن بن مهدي لم أري أحدا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد، وروي عن سفيان الثوري ، قال رجل البصرة بعد شعبة ذاك الأزرق ويقصد حماد بن زيد، وقال وكيع بن الجراح ما كنا نشبه حماد بن زيد إلا بمسعر، قال سليمان بن حرب لم يكن لحماد بن زيد كتاب إلا كتاب يحيى بن سعيد الأنصاري، وقال أحمد بن عبد الله العجلي حماد بن زيد ثقة، وحديثه أربعة آلاف حديث، كان يحفظها ولم يكن له كتاب، وقال عبد الرحمن بن خراش الحافظ لم يخطئ حماد بن زيد في حديث قط، وقال عبد الرحمن بن مهدي ما رأيت أعلم من حماد بن زيد، ومالك بن أنس وسفيان الثوري وما رأيت بالبصرة أحدا أفقه منه يعني حماد بن زيد، وقال آخر هو أجل أصحاب أيوب السختياني وأثبتهم.

 

وعن حماد بن زيد قال جالست أيوب عشرين سنة، وقال أحمد بن سعيد الدارمي، سمعت أبا عاصم النبيل يقول مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودله، أظنه قال وسمته، قلت تأخر موته عن مالك قليلا ولذلك قال أبو عاصم ذلك ولما سمع يزيد بن زريع بموت حماد بن زيد، قال مات اليوم سيد المسلمين، وقال أبو حاتم بن حبان كان ضريرا يحفظ حديثه كله، قلت إنما أضر بأخرة، قال أبو بكر الخطيب قد روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة والثوري وخلق، آخرهم وفاة الهيثم بن سهل التستري، وقال محمد بن مصفى حدثنا بقية بن الوليد، قال ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد، وقال خلف بن هشام البزار المدلس متشبع بما لم يعط قلت هو داخل في قوله تعالى ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا قلت والمدلس فيه شيء من الغش وفيه عدم نصح للأمة.

 

لا سيما إذا دلس الخبر الواهي يوهم أنه صحيح فهذا لا يحل بوجه بخلاف باقي أقسام التدليس وما أحسن قول عبد الوارث بن سعيد التدليس ذل، وقيل أن جماعة سمعوا سليمان بن حرب يقول سمعت حماد بن زيد يقول في قوله لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي صلي الله عليه وسلم، قال أرى رفع الصوت عليه بعد موته، كرفع الصوت عليه في حياته إذا قرئ حديثه وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن، وعن يزيد بن هارون يقول قلت لحماد بن زيد هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن ؟ قال بلى، الله تعالى يقول “فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة” وعن بشر بن الحارث يقول حدثنا حماد بن زيد ثم قال “أستغفر الله إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء” وقال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، قال جاءني أبان بن أبي عياش فقال أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني.

 

فكلمته فكف عنه أياما وأتاني في الليل، فقال إنه لا يحل الكف عن أبان فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن سليمان بن حرب يقول سمعت حماد بن زيد يقول إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله يعني الجهمية وعن أبي النعمان عارم قال، قال حماد بن زيد القرآن كلام الله أنزله جبريل من عند رب العالمين، قلت لا أعلم بين العلماء نزاعا في أن حماد بن زيد من أئمة السلف ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم وأعدمهم غلطا على سعة ما روى رحمه الله مولده في سنة ثمان وتسعين للهجرة، وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري سمعت أبا أسامة يقول كنت إذا رأيت حماد بن زيد، قلت أدبه كسرى وفقهه عمر رضي الله عنه، وتوفي الإمام حماد بن زيد يوم الجمعة العاشر من رمضان، سنة مائة تسع وسبعين للهجرة، وهو ابن إحدى وثمانين سنة.

 

وصلى عليه إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي وهو يومئذ والي على البصرة للخليفة هارون الرشيد أمير المؤمنين، وكانت وفاة الإمام مالك قبله بستة أشهر، ومات أيضا في هذه السنة بواسط الحافظ الحجة العابد القدوة خالد بن عبد الله الطحان، ومحدث الكوفة أبو الأحوص سلام بن سليم، ومفتي دمشق الهقل بن زياد، وصاحب الأوزاعي ومحدث حمص عبد الله بن سالم الأشعري، وفيها كان مصرع ملك الخوارج الذي يضرب بشجاعته المثل الوليد بن طريف الشاري .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى