مقال

الدكروري يكتب عن مشروعية صيام رمضان ” جزء 8″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن مشروعية صيام رمضان ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثامن مع مشروعية صيام رمضان، ولكن هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها؟ فهو لا يصح اعتكاف المرأة في بيتها لأنه ليس بمسجد، وأما عن صلاة التراويح، فما هي صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح هي صلاة القيام التي تؤدى في شهر رمضان، وسميت بهذا الاسم لأن المسلمين كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون للاستراحة بين كل أربع ركعات، ولكن ما حكم صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح سنة مؤكدة، ولكن ما الفرق بين صلاة القيام والتهجد؟ فإن قيام الليل كل صلاة نافلة فى الليل ومنها صلاة التراويح، والتهجد صلاة النافلة فى الليل بعد النوم، وطوبى لمن جمع بينهما، فقد ورد فيهما آيات وأحاديث كثيرة، فقال الله تعالى فى سورة الإسراء ” ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا” وهل يصح أداء صلاة التراويح في البيت؟

 

فإن من السنة أن يصلي المسلم صلاة التراويح جماعة فى المسجد، لكن لو صلى أحيانا جماعة مع أهله في البيت لسبب من الأسباب فلا حرج في ذلك، وكم عدد ركعات صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح عشرون ركعة سوى الشفع والوتر، وهذا ما عليه جماهير العلماء سلفا وخلفا وهو المعمول به فى بلاد الحرمين الشريفين، وأجاز المالكية صلاة التراويح بست وثلاثين ركعة، وهذا أقصى عدد لركعات التراويح فإن لم يقدر على هذا العدد جاز بأى عدد زوجى، أما عن حكم من يصلى التراويح أربع ركعات بتشهد واحد؟ فإنه لا يجوز أن يجمع فى صلاة التراويح بين أكثر من ركعتين بسلام واحد، ومن فعل ذلك فلا تنعقد صلاته، وأيضا هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟ نعم تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح شريطة أن لا يأتى بحركات كثيرة تبطل الصلاة.

 

لكن الأولى أن يكون الإمام حافظا لكتاب الله ويقرأ من حفظه، وأما عن مشروعية حضور النساء لصلاة التراويح في المسجد؟ فإنه لا بأس في حضور النساء لصلاة التراويح فى المسجد، لكن مع الحشمة والستر، وعدم الاختلاط بالرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله” ولكن هل يجوز أن تجتمع النساء فى بيت إحداهن لصلاة التراويح؟ نعم يستحب للنساء إذا اجتمعن أن يصلين التراويح جماعة ولو كان في غير المسجد، بل ذلك أفضل وهو أبعد عن محاذير الخروج إلى المسجد، وأيضا هل تجوز إمامة النساء بالنساء؟ نعم تجوز إمامة النساء بالنساء، وتأمّهنّ أكثرهن فقها بأحكام الصلاة، وتقف وسطهن وتتقدم عنهن قليلا، ولكن هل يجوز أن تجهر بالقراءة من تؤم النساء بصلاة التراويح؟ نعم يجوز لمن تؤم النساء أن تجهر بالقراءة.

 

بحيث لا يسمعها الرجال الأجانب، وأما عن ليلة القدر، فما هي فضيلة ليلة القدر؟ فإنه يكفي أن الله تعالى أنزل فيها سورة كاملة وأنزل فيها القرآن الكريم، قال تعالى “إنا أنزلناه في ليلة مباركة” وقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نعتكف في العشر الأواخر من رمضان طلبا لليلة القدر، ومن عبد الله تعالى فيها وأحياها كان له أجر عبادة ألف شهر، ليس فيها ليلة قدر، ولكن كيف تحيى ليلة القدر؟ فإنه تحيى ليلة القدر بجميع أنواع القرب والعبادات والطاعات، كالصلاة المفروضة والمسنونة والنوافل، وتلاوة القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله تعالى، والصدقة، والاعتكاف، والدعوة إلى الله تعالى، ويسن الإكثار من الدعاء والتضرع إليه تعالى، ولكن ما هى علامات ليلة القدر؟ فقيل من علاماتها السكينة في ليلتها، وتشرق الشمس بيضاء في صبيحتها دون شعاع.

 

ولا ينبغى التشاغل عن الأهم بالمهم، وقد أخفاها الله تعالى عنا لنجتهد في تحصيلها فنحيي عدة ليال لنحصل على أجرها، ولكن ما هو سبب إبهام ليلة القدر؟ فإن الحكمة من ذلك أن يجتهد المسلم في طلبها بإحياء كل ليالي رمضان، أو إحياء العشر الأواخر منه فينال ثواب إحياء ليلة القدر، وثواب إحياء ليالٍ أخرى معها، ولكن هل ليلة القدر متنقلة بين ليالي رمضان؟ وهو أن ليلة القدر فى رمضان قطعا، وهى فى العشر الأواخر أرجى، وفي الأوتار منها أرجى، ولذا أمر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بإحياء العشر الأواخر من رمضان، وكان هو صلى الله عليه وسلم يحييها، والناس يجتهدون في ليلة السابع والعشرين من رمضان، ولهم ثواب على كل حال، سواء وافقوا ليلة القدر أم لا، ففي إحياء أي ليلة من رمضان ثواب عظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى