مقال

الدكروري يكتب عن ليلة القدر ” جزء 5″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ليلة القدر ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الخامس مع ليلة القدر، ثم نقل ابن رجب عن ابن عطية المفسر صاحب كتاب المحرر الوجيز، أنه قال هذا من ملح التفسير، لا من متين العلم، وعن موعد ليلة القدر فقد كشف الإمام الراحل محمد متولى الشعراوي، فى فيديو نادر له توقيت ليلة القدر وهذا الفتح حصل عليه من معرفة أسرار القرآن الكريم في الأرقام، وقال إمام الدعاة متحدثا عن موعد ليلة القدر فقال إنه عندما كان يعمل أستاذا للشريعة فى المملكة العربية السعودية وقع نقاش بينه وبين علماء مصريين وسعوديين حول توقيت ليلة القدر كانوا حينها جالسين في فندق إقامتهم كل ليلة، وفي إحدى الليالى أثار الشيخ المصري إبراهيم عطية قضية توقيت ليلة القدر، وأضاف الشيخ الشعراوى مكملا حديثه عن موعد ليلة القدر أن الشيخ عطية قال له إنه حينما كان يقرأ في كتاب القرطبي حول توقيت ليلة القدر، وقرأ حديثا عن رقم سبعة.

 

وأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سأل ابن عباس عن موعد ليلة القدر فقال له ابن عباس ظني أن ليلة القدر ليلة تكون ليلة السابع والعشرين من رمضان، وذلك لأن الله خلق السماوات سبعا وخلق الإنسان فى سبعة مراحل، وأنزل له مقومات الحياة في سبع دفعات، ويعتقد أنه بناء على الرقم سبعة وقول الرسول التمسوها في العشر الأواخر تكون ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من رمضان، وأشار إلى أنهم كعلماء اختلط عليهم الأمر، فالرقم سبعة لا يعني أن ليلة القدر ليلة السابع والعشرين، فهناك الرقم عشرين أيضا مضافا إليه، واستمر النقاش دون جدوى، مضيفا بالقول حينها دعانا الشيخ المصرى محمد أبو عارف، وكان حاضرا الجلسة لصلاة ركعتين في الحرم النبوى الشريف، وبرّر ذلك بسابق قول الشعراوى لهم إنه إذا اختلط عليهم أمر فعليهم أداء ركعتين في الحرم الشريف”

 

وقد بين الشيخ الشعراوى أنه فى تلك الليلة وصل إليهم لزيارتهم في مقر إقامتهم بالفندق الشيخ إسحاق عزوز، شيخ مشايخ المملكة العربية السعودية، وأحد المحققين في العلم، حيث علم أنهم في الحرم، فذهب إليهم وجلس معهم وسألهم عن سبب وجودهم فى الحرم للصلاة فى تلك الليلة، فعرضوا عليه الحكاية واستمر النقاش بينهم، وخلال نقاشهم فوجئوا بشخص لا يعرفونه، ويبدو أنه كان يتنصت عليهم، وقال لهم ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، اتركوا العشرين يوما واحسبوا بعدها” وتابع إمام الدعاة حديثه عن موعد ليلة القدر ” فوجئنا بعد ذلك باختفاء الرجل، لكن كلماته جعلتنا نعيد حساباتنا، وبنينا تقديرنا أنها في ليلة السابع والعشرين طبقا لحساب الوحدة، ووفقا لحساب الرقم سبعة بعد العشرين، وختمنا بالقول وفوق كل ذى علم عليم”

 

وهكذا اختلف العلماء على مر العصور في تحديد موعد ليلة القدر بين كونها تقع فى ليلة الحادي والعشرين من رمضان أو الثالث والعشرين والخامس والعشرين أو ليلة السابع والعشرين والتاسع والعشرين، واستدلوا على ذلك برواية عبدالله بن أنيس وحديث ابن عباس رضوان الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان فى تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى” رواه البخارى، وبينما اعتبر علماء آخرون أن موعد ليلة القدر يكون ليلة الحادى والعشرين ومال إليه الشافعي، والصحيح أنها في العشر الأواخر دون تعيين والحكمة من إخفائها لكي يجتهد الناس فى العبادة في العشر الأواخر كلها، كما أخفى الصلاة الوسطى فى الصلوات الخمس واسمه الأعظم بين أسمائه الحسنى، وإن من الأعمال الصالحة في ليلة القدر هو الدعاء في ليلة القدر.

 

حيث يغتنم المسلم ليلة القدر بالإكثار من الدعاء، والأذكار، والتسبيح، وسؤال الله تعالى العتق من النيران، والتعوذ منها فالدعاء فيها مستجاب، والاجتهاد فيه مرغوب، ولذلك يتسابق العباد، ويحرصون على التوبة، والفوز برضا الله عز وجل، وتوفيقه، ونيل المنزلة الرفيعة، وأيضا الصلاة في ليلة القدر حيث تؤدى صلاة القيام ركعتين ركعتين، ثم اعلموا أن الله عز وجل متفرد بالخلق والاصطفاء والاختيار، كما قال الله عز وجل ” وربك يخلق ما يشاء ويختار” فهو عز وجل يتصرف في هذا الكون ويدبر شؤونه كما شاء عن حكمة بالغة، ونعمة سابغة، وهو عز وجل يصطفى من خلقه ما شاء من الأمكنة والأشخاص والأزمنة فيختصها بمزيد فضله، وواسع إنعامه، وجزيل منه، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وإن مما خص الله عز وجل بوافر الفضل، وجزيل الإكرام، وعظيم البركة، ليلة واحدة تمر مرة في العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى