مقال

فلسطين لن تحررها الحكومات

جريدة الأضواء

فلسطين لن تحررها الحكومات

كتب / يوسف المقوسي

كثير من العبارات التي كانت متداولة في الزمن البعيد والتي كان يسخر منها الكثير نكتشف انها عبارات واقعية ولكن للاسف كم من السنين كنا بحاجة لها كي نفهم معناها الحقيقي.

من متطلبات المرحلة السابقة كان تقسيم الوطن العربي الى مجموعة من الدول بهدف اضعافه والسيطرة على مقدراته وابقاءه تحت السيطرة ولتمرير هذا الامر كان لا بد من وجود مخطط قوي يعتمد في اساسياته الى اختيار الحاكم بدقة لكل بلد عربي ولان القومية والنخوة العربية كانت تعيش في قلوب وعقول العرب سابقا اصبح من الضروري قتل هذا الاحساس عند حكام هذه الدول ولتحويل الانظار عما قاموا به فكان افضل شيء هو ضرب هذه القومية وضرب الاسلام بالحركة الصهيونية والتي ستكون اكبر عامل لاضعاف هذا الوطن العربي الكبير باغراقه في حروب مستمرة بعيدة المدى وبالتدريج تم تعزيز الانفصال بين اقطار الوطن العربي من خلال مجموعة من العوامل استمرت لسنوات طويلة تبقي كل بلد عربي مرتبط ارتباط وثيق باحدى الدول الاجنبية يتحكمون به وباقتصاده حتى في بعض الاحيان بالانفاس التي يتنفسها… ووصل الامر لاخضاع بعض الدول لتعترف بهذا الكيان الغاشم بلا ارادة مستخدمين التلويح باذلاله ان لم يفعل ذلك… وبالتالي اصبح لا سلطة لكثير من الحكام او الملوك ليعترض على اي مخطط من اسياده الذين حفظوا له مقعده على سدة الحكم..

ونتيجة لهذا الخنوع والارتباط الغير متناهي مع قوى الغرب لا يستطيع هؤلاء الحكام من اتخاذ قرار يهدف الى تحرير فلسطين بل بالعكس سيكون موقفهم سلبي من اي حدث يهدف الى تحرير فلسطين ولن يستطيع احدهم ان يتفوه باي كلمة.. لانه اصبح فعليا لا يجرؤ.. هذه هي المصالح والارتباطات مع دول الغرب..

لذلك لا يمكن لهذه الدول ان تساهم في تحرير ارض فلسطين من المغتصب…

ولكن حرب التحرير الشعبية هي التي ستكون قادرة على التحرير… فمهما غرقت الحكومات في الوحل سيبقى الشعب هو الامل لانه مازال يرتبط بماضيه البطولي متمسكا بمبادئه التي ولد بها ولن يتركها..

وبقي من الامر فقط العمل بنظام لتحقيق الهدف.. فطالما كتب على اهل فلسطين الرباط الى يوم الدين وجميع سكان هذه البقعة هم مشاريع شهادة بقي ان يفهم المواطن العربي ان يستغل هذا السلاح في ايقاع اكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو ..

انتفاضة الشعب الفلسطيني في المدن الفلسطينية داخل الخط الاخضر يجب ان يستثمر ويجب الا يكون الفلسطيني هو الخاسر فقط بل يجب ان يكون مقابله واحد او اكثر من المحتل.. كذلك هبة اهل القدس والضفة وغزة يجب ان تكون مكملة لبعضها البعض فعلى الجميع ان يشارك.. وعلى الشعب العربي اينما وجد ان يثور وينتفض.. لانه بانتفاضتكم ايها العرب ستشكلون قوة رادعة للعدوان وستنجدون حكامكم وتخلصوهم من ضعفهم.. فعندما يشاهد الغرب قوة الشعب سيرفع يده عن الحكام الذين يسيطر عليهم ويحسب لهم الف حساب… لن يجازف العالم بمعركة ضد امة نهضت من سباتها لحماية مجموعة من الصهاينة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى